اعتادت بعض الاسر أن تجعل من فترة تناول العشاء أو الغذاء.. حفل سمر.. يشارك فيه جميع أفراد الأسرة.
فلماذا تُغفل هذه الفرصة التي من الممكن أن تتيح لجميع افراد الأسرة المشاركة معاً. ويتحدث كل فرد من أفرادها عن أحداث يومه.. ويكون هناك حوار وتواصل بين أفراد هذه الأسرة.
لأنه إن لم يبدأ الطفل تعلم لغة الحوار داخل البيت، لن يتعلم كيف ومتى يتكلم، وكيف يستمع للآخر.. وهكذا.
علمي طفلك... لغة الحوار فالبذرة الأولى لتعلم لغة الحوار الصحيح.. يبدأ من البيت منذ نعومة أظفار طفلك...
والطفل الرضيع في حوار دائم مع أمه، ومع من حوله، دون أن يتكلم، ولكنه يعبر عن نفسه من خلال صراخه، ودموعه، أو نظراته وضحكاته. ونحن لا نبادله هذا الحوار على أعتبار أنه لا يعي... وأنه يطلق أصوات أو نظرات فقط.
علمي طفلك... لغة الحوار
علمي طفلك... لغة الحوار من المهم أن تحاور طفلك الرضيع هذا.. كيف؟ أن تتحدث معه في كل فرلاصة، حينما تضع الأم رضيعها في سريره، أو أثناء أخذ استحمامه..
يمكن للأم والأب أن يتكلما مع الطفل ويحكيا له قصة.. فالأصوات التي يصدرها الطفل قبل بلوغه ستة أشهر، هي نفسها الأصوات التي تصدر عن كل الأطفال بكل اللغات...
فالأطفال يحتفظون بالصوت الذي يسمعونه. ثم يعيدونه، ولذلك فإنه حتى الفترة الأولى من عمر الرضيع، يحتاج أن تحاوره..
ثم بعد ذلك يمكنك أن تقرأ له قصة صغيرة، وفي أثناء تعلمه المشي تحاوره في كلمات قليلة...
ومن عمر سنتين يمكنك قراءة كتاب يتعلم منه قصة، أو موضوع، واجعله يكرر بعدك ما سمنعه منك.
من عمر ثلاث سنوات يمكنك ~أن تشرك طفلك في عمل صغير، وتتحدث معه عن هذا العمل، ثم اجعله يقول لك رأيه فيما يفعله...
وكلما تقدم في العمر حاوره أكثر.. وعلمه أن الحوار هو تبادل الرأي، وهو مقارنة بين رأي ورأي آخر. والحوار هو حديث بينك وبينه.. وإنه من الممكن أن تتفقا سوياً على هذا الرأي، أو أن تختلفا، وليس من الضروري أن الأختلاف في رأيكما يكون خلافاً أو خطأ... وعليه قبول الاختلاف في الرأي بسلاسة. وعّلمه أيضاً أنه حينما يختلف مع الرأي الآخر، فليس معنى ذلك أن يقاطعه أو يرفض التعامل معه.. وعليه أن يفصل بين الموضوع والشخص.. وكل هذه الامور عليك بتوصيلها لابنك بأمثلة ومواقف وليس بكلمات فقط...
علمي طفلك... لغة الحوار
علمي طفلك... لغة الحوار دع عينيك في عيني طفلك: دع أطفالك يعلمون أنهم يستحوذون على انتباهك، وأنت تتحدث معهم.. وعندما تبدأ حديثك معهم، أترك كل ما تفعله، وتحدث معهم ناظراً إليهم في عيونهم..
علمي طفلك... لغة الحوار استمع جيداً: لا تستمع إلى الكلمات فقط، ولكن إلى المعنى المختبئ خلف الكلمات.. واستمع إلى نغمة أصواتهم، وتعبيرات وجوههم. لأن لكل منها مغزى.
علمي طفلك... لغة الحوار اسألهم اسئلة تعبر عن اهتمامك بهم: بمعنى ان تفكر في اسئلة تساعد طفلك على أن يتحدث إليك، كأن تسأله عن أحداث يومه، وما تعرض له من أحداث سعيدة، أو غير سعيدة، وعن علاقاته مع الآخرين. وحاوره في كل ما يقوله
علمي طفلك... لغة الحوار اعد على طفلك ما سمعته منه: للتأكيد له أنك تسمعه جيداً. وإشعاره بأنك فهمته جيداً...
علمي طفلك... لغة الحوار لا تنهر طفلك حينما يخطئ: وبخاصة أمام الحاضرين، لأن ذلك سيجعله يشعر بالخجل والذنب، ويخاف أن يدلي برأيه مرة أخرى لئلا يخطئ سواء بكلمات، أو بالتصرف أو بالتعمد لإتلاف شئ ما.
علمي طفلك... لغة الحوار شجعه أن يقول رأيه: في بعض الأمور التي تخص الأسرة، فمثلاً خذ رأيه ما هو المكان الذي يفضل الذهاب إليه، إذا كنتم على وشك سفر أو رحلة استجمام، أو التنزه في مكان ما، وإذا قرر شيئاً لا يتناسب ظروف الأسرة تُشرح له الأسباب.
علمي طفلك... لغة الحوار أجعله يختار: فعند الخروج مثلاً، اطلب من طفلك أن يختار ما يريد ارتداؤه، وإذا اختار بنطالاً لا يتناسب مع القميص مثلاً.. فاحضر له ما يناسب البنطال ووضح له أن هذا اللون لا يتناسب معه، بل أن ذاك هو الأنسب.. فهنا يتعلم طفلك أن يختار، وكيفية الاختيار، وتربية الذوق لديه.
علمي طفلك... لغة الحوار وعند شراء لعبة ما: إذا طلب لعبة أكثر من سنه، فيمكنك في حوار بسيط أن تشرح له أن هذه اللعبة لا تناسب عمره الآن، أو لا تناسب الميزانية الموضوعة لشراء هذه اللعبة.
علمي طفلك... لغة الحوار في الأماكن العامة: إذا ذهبتم إلى مكان عام، مثل المتاحف، أو المسارح أو السينما،أو حتى جلستم في حديقة عامة أو ما شابه، حاور كفلك فيما رآه وناقشه واشرح له، واعطه بعض المعلومات التي تناسب سنه عن هذا المتحف، او هذا المكان.. وتأكد أن ما اعطيته من معلومات شتُختزن داخل ذهنه، وسوف يسترجعها حينما يحتاجها، حتى ولو بعد سنوات عديدة... وكل هذه المعلومات تُزيد رصيده من الكلمات والمعاني التي تجعله يستطيع أن يتحاور، ويناقش فيما بعد..
وعليك أن تعرف أن الحوار الناجح مع طفلك هو أن تنقل له بوضوح ودقة ما تقصده.. فيتعلم منك ذلك.