كان المجتمع الروسى مجتمعا اقطاعيا تقليديا ,وكانت عاداته الشعبيه أقرب الى عادات الشرق منها الى عادات الغرب , القيصر يحكم والنبلاء يملكون وأبناء الشعب يزرعون أرضا لا يملكون شبرا فيها وبعض أصحاب الحرف الصغيره كالحدادة وصناعه الأحذية , والطلاب الفقراء يدرسون بمشقه , والنساء يكسبن عيشهن من العمل كخادمات ومربيات , هكذا كان حال روسيا حين ولد فيها ليو تولسترى عام 1828 وحين غادرها ميتا عام 1910 .......... عاش اذن معظم سنوات القرن التاسع عشر, وفى هذه الفتره الطويله وصل صوته الى العالم كله وأستطاع عن غير قصد أن يحفر اسمه ضمن الخالدين من الطبقه الممتازه ....كانت أسرته من النبلاء تملك الكثير من الأراضى والقصور وهكذا شب وحوله العبيد والخدم ,وكبر ولم يقم بأى عمل وشيئا فشيئا ...........أدرك هدفه وتعرف على غايته فحرر عبيده جميعهم رغم معارضه أهله...وكان ذلك قبل ان يلغى الرق فى روسيا عام1860 ....
وضاقت به زوجته ذرعا وكدرت عليه عيشته خاصه بعد ان عرفت نيته فى توزيع ارضه واملاكه على الفلاحين والفقراء وعزم على ان يطلقها ولكنه لسبب اخر لم يفعل .... ثم مزيد من التواضع تعلم صناعه الأحذيه وكان يقدمها للفلاحين دون مقابل كل ذلك وهو ما زال يكتب ويقدم للأنسانيه أعظم القصص وأوفرها انسانيه ونقاء والعشرات من القصص التى تعكس فلسفته من نبذ العنف والمقاومه السلبيه للشر وكان غاندى مقتونا بتو لستوى ويعتبره أستاذه الأول وكان يحتقر شكسبير ويراه داعيا للطبقيه فى كل كتاباته , وكان يرى أن اشعار جوته لا مكانه لها أمام أناشيد العبيد والفلاحين , هكذا كان مؤيدا ونصيرا للفقراء وذلك ما اثار عليه الكنيسه التى حاربته وحرمته فرجال الكنيسه كانوا يعتمدون على بعض الأراء الدينيه الجامده لجعل الفقير متقبلا لفقره والمحروم راضيا بحرمانه....وشخص مثل تولستوى قد يخل بهذا التوازن المصطنع وكان لا بد من عقابه..كان عمر تولستوى 82عاما حين نهض من فراشه فجرا..تاركا بيته وأولاده دون سابق انذار أو تخطيط..وتوجه الى حيث لا يعرف أحد...الفرار فقط هو كل ما كان يريده................الفرار من الزوجه..والأهل والمعارضين لكل ما يفعله......الفرار من حياه يراها بائسه...حتى عثر عليه ميتا على مقعد فى أحدى محطات القطارات......وقيل فى منزل فلاح