تحدث
الكاتب الصحافي جمال خاشقجي عن وجود صمت عربي بشأن ما يحدث في سوريا،
معتبرا أن هذا الصمت لا يعني الرضا عما يدور في سوريا، ومشيراً إلى وجود
اتصالات حالياً للخروج من هذا الصمت.
وأوضح خلال مداخلة مع "العربية" حول الوضع في سوريا، الاثنين 13-6-2011، أن
البعد التركي المقبل سيؤدي للخروج من هذا الصمت وسيدفع لتحرك إقليمي.
وأشار خاشقجي إلى أنه كان هناك أمل أن ينحاز نظام الأسد لبعض الرشد، ولكن
البعض تحدث مع بشار الأسد وسمع منه نفس العبارات التي يرددها المسؤولون
السوريون عن وجود عصابات مسلحة، ما يعني أن الرئيس يردد ما يقال دون أن
يوفر دليلاً على وجود هذه الجماعات.
وقال إن هناك شعوراً باليأس ولا يوجد أمل في أن يستطيع هذا النظام أن ينقذ نفسه، وبالتالي لابد من تحرك إقليمي مقبل.
وحول عدم وجود دور عربي بيّن خاشقجي أن التدخل في دولة عربية مثل سوريا صعب
جداً؛ لأن ما يحدث هناك يدور بين النظام والشعب، ولا يوجد شيء واضح اسمه
المعارضة السورية، فحتى لو تقدمت دولة عربية للوساطة فمن يمثل المعارضة في
الحوار.
وأوضح خاشقجي أن الصورة معقدة جداً، وهذا ما يجعل الخيار الوحيد الممكن
أمام دول مثل الأردن أو السعودية وتركيا هو الضغط، فلم تفرز بعد قوى وطنية
سورية يعترف بها النظام، فالنظام السوري يتحدث كثيراً عن الحوار ولكن لم
يبدأ الحوار مع أي جهة في سوريا.
وعن وجه الاختلاف بين ما حدث في ليبيا، وما يحدث في سوريا حالياً، قال
خاشقجي إنه في ليبيا استطاعت جماعة في منطقة ما أن تستقل تماماً وأن تطرد
قوات القذافي، ولا يتمنى البعض أن يحدث ذلك في سوريا، ولكن الأمور تتجه نحو
هذا الاتجاه.
وشدد خاشقجي على أن النظام لا يستطيع أن ينقذ نفسه لأنه لو جرت أي انتخابات
خلال ستة أشهر، فسوف يخسرها النظام، وهو يعلم أنه سوف يخسرها، وبالتالي
فلا مجال إلا بالضغط على النظام السوري كي يرحل.
وأعرب عن تشاؤمه بأنه لا يوجد مجال إلا بالضغط من خلال حكومات إقليمية، بعد توفر غطاء دولي,
وحول وجود انقسام دولي بشأن اتخاذ قرار مما يجري في سوريا، قال خاشقجي إن
الحالة الدولية الآن مستعدة للتدخل والضغط، موضحاً أن الصين وروسيا مازالتا
ممانعين للتحرك ضد سوريا، وقال إنه تجري حالياً اتصالات مع الصين والروس
للخروج بتوافق، ثم يأتي بعد ذلك الدور التركي بعد صدور قرار دولي.
وعزا خاشقجي أهمية الدور التركي لعوامل سياسية وأخرى بحكم الجوار، ومنها
تدفق آلاف اللاجئين لتركيا، بالتالي فإن تركيا مستعدة للتحرك فور وجود قرار
دولي.
عربية نت