في أوّلِ الربيعْ
تستيقظُ الزهورْ
تبدِّلُ الدموعْ
بحفنةٍ من نورْ
وذاتَ يومٍ
جاءَنا معلمٌ جديدْ
وقال:
يا صغارْ
اليومَ من حكايتي
تنهمرُ الأمطارْ
فهذهِ الغيومْ
رسالةُ الشتاءْ
وقطرةً
فقطرةً
تذوبُ في الفضاءْ
لكنّني أحارْ
يا فتيتي الصغارْ
في هذهِ الألوانْ
ما سرُّها؟!
- فلنسألِ الأزهارْ
معلّمي،
فلنسألِ الأزهارْ
قولي لنا
يا زهرةَ الرَُّمانْ
ندعوكِ جُلّنارْ
وأنتِ تغرقينْ
في حمرةِ المساءْ!
لابُدَّ تعرفينْ
روائعَ الأشياءْ
- يا أيُّها الصغارْ
ساحرةٌ حكايةُ الألوانْ
لكنّها معروفةٌ
من سالفِ الأزمانْ
تقصُّها الأنهارْ
للبحر والوديانْ
كي تنقلَ الأخبارْ
للسيّد الإنسانْ!
عودوا إلى بيوتكمْ
فالشمسُ إذ تغيبْ
سترتمي عباءةُ الظلامِ
في الدروبْ
غداً
إذا صباحُنا أضاءْ
ستفرحُ الأشياءْ
وتنتشي ألوانُها
في نبتةٍ خضراءْ
أو غيمةٍ سابحةٍ
في زرقةِ السماءْ
فتبزغُ الألوانُ
من عوالم الجمالْ
ومن جناحِ طائرٍ
على ذرا الجبالْ
يا أيُّها الصغارْ
لابأسَ
إنْ أكثرتُمُ السؤالْ
غداً
إذا النهارْ
أضاءَ هذا السهلَ
والتلالْ
عودوا معاً
أروِ لكمْ حكايةً
من عالم الخيالْ
***
تعاهدْنا
مع الأزهارِ في السّهلِ
ولم نغضبْ
وعُدنا
ننشدُ الأشعارَ
في الصَّفِّ
وفي الملعبْ
غداً نسألْ
أجلْ، نسألْ
ولن نتعبْ