ام فرح الجمال
عدد المساهمات : 9 نقاط : 27 النشاط : 0 تاريخ التسجيل : 12/06/2011
| موضوع: اسطورة من العالم الأحد يونيو 12, 2011 10:18 am | |
| [size=21][size=21]تحكي الأسطورة أنه في إحدى السنين لم يفض النيل , واحتار المصريون في هذا الأمر كثيرا , فالنيل هو شريان حياتهم , يجلونه كل الإجلال بل وصل الأمر معهم إلى تقديسه فجعلوه إلها وأسموه " حابي " , فهو رمز الخصب والنماء , ينتظرون فيضانه حتى يروون محاصيلهم ويعم الخير في الأرجاء , أخذ الملك يبحث عن حل لهذه النكبة التي ألمت بالمصريين , فاستشار كاهنه الذي أخبره بدوره : " أن ما حدث هو عقاب من الإله حابي لأنه يريد الزواج!! " عندما ذاع الأمر وانتشر , تسابقت فتيات مصر أيهن تهب نفسها للنيل وتصبح العروس المنتظرة ؛ ومن هنا أصبحت هذه عادة تجري كل سنة : اختيار عروس للنيل حتى لا يتوقف عن الفيضان , لم يكن لأي فتاة أن تنال هذا الشرف العظيم بسهولة ويسر بل كانت هناك معايير لاختيار العروس الموعودة ؛ فكن ّ يُعرضن على الكاهن ويختار أكثرهن جمالا وحُسنا , ثم تقام المراسم والاحتفالات بالزفاف السعيد الذي سيجلب الخير والسعادة للجميع . تحكي الأسطورة أيضا أن العروس كانت تظهر بعد ذلك وقد تحول نصفها إلى سمكة لأن النيل ما كان ليأكل عروسه بل يحتفظ بها في أعماقه . لا تتوقف أسطورتنا عند هذا الحد , يقال أنه استمر إهداء عروس من بنات مصر الجميلات إلى النيل على مر السنين حتى وصل الأمر إلى ندرة الفتيات الجميلات اللائي يصلحن ليوهبن للنيل العظيم !! وفي احدي السنين وجد المصريون أنفسهم في مشكلة كبيرة لا تنذر بالخير أبدا ( لا توجد عروس!) لم يتوقف البحث والتنقيب عن العروس التي تحمل في يديها مفاتيح خلاصهم من غضب وانتقام النيل, ووجدوها.. ولكن ......هناك مشكلةإنها ابنة الملك الأثيرة إلى قلبه, فهو يحبها حبا جما, أنّى له أن يقدر على فراقها ؟ , ولكن في النهاية غلّب الملك مصلحة وسعادة الجميع على سعادته الخاصة ووافق على أن يٌزوج ابنته للنيل,, ولكن خادمة الأميرة الصغيرة لم تُذعن لهذا القرار, أبت أن تضحي بسيدتها التي تحبها حب لا يوصف , فأخذت تبحث عن حيلة للخروج من هذا المأزق وبالفعل نجحت . في اليوم الموعود, أقيمت المراسم وتم الزفاف السعيد بإلقاء ابنة الملك للنيل وسعد الجميع إلا الملك , الذي حزن أشد الحز لفراق صغيرته , وأصابه الوهن الشديد , ولكن فاجأته الخادمة بنبأ سار للغاية جعل الحياة تدب في أوصاله مجددا , نعم فابنته حية تُرزق , والعروس لم تكن إلا دمية تشبهها صنعتها تلك الخادمة المخلصة , هذه الفكرة الرائعة التي نفذتها الخادمة لم تنقذ الأميرة فقط , بل أنقذت الكثير من فتيات مصر لاحقا ,, فأصبح إلقاء دمية خشبية مزينة في النيل كل عام هو العادة المتبعة فيما بعد . إلى هنا تنتهي الأسطورة الفرعونية _ عروس النيل _ ولكن حتى لا نجحد أجدادنا الفراعنة حقهم, ونتهمهم جوراً وظلماً أنهم اضطهدوا المرأة !! , فالجدير بنا أن نذكر أنه بعد فك أسرار حجر رشيد أثبتت الدراسات أن المصريين القدماء لم يلقوا فتياتهم بالنيل, وأن عروس النيل الشهيرة لم تكن إلا سمكة مزينة تدعى سمكة " الأطم " تتميز بأن لها شعرا كثيفا وتشبه في تكوينها جسم الإنسان !! سبحان الخالق الوهاب !! أيضا لم تشر النقوش والبرديات المصرية من قريب ولا بعيد إلى حقيقة هذه الأسطورة , لم تتوقف إلى أن مراسم الاحتفال بالنيل, فلقد توارثتها الأجيال ومازالت الاحتفال يقام بل أصبح عيدا _ عيد وفاء النيل _ ولكن بدون إلقاء دمى , فقط احتفال بالنيل العظيم الذي وهبه الله لمصر والمصريين , نسأل الله أن يحفظه لنا شريانا لا يجف ولا ينقطع . [/size][/size] | |
|