اختصمت امرأة مع زوجها إلى القاضي “في القرن الهجري الثالث”
فادعت على زوجها بصداق قيمته 500 دينار.. قالت:
لم يسلّمه لي . فأنكر الرجل ذلك
فجاءت ببينة تشهد لها بالصداق . فقال الشهود:
نريد أن تكشف لنا عن وجهها حتى نعلم أنها الزوجة أم لا؟
” والنظر هنا مباح للضرورة “،
ولكن الزوج عندما رأى إصرارهم على رؤية وجه زوجته رفض ذلك.
وقال:
هي صادقة فيما تدعيه !!
فأقر بما ادعته صيانة لوجه زوجته من أن ينظر إليه حتى شهود المحكمة
فلما عرفت المرأة أنه أقر بما ادعته عليه صيانة لوجهها قالت:
هو في حل من صداقي عليه في الدنيا والآخرة
ومن غرائب غيرة النساء
ما حكاه المبرد عن إسحاق بن الفضل الهاشمي قال:
كانت لي جارية وكنت شديد الوجد بها،
وكنت أهاب ابنة عمي فيها.
فبينما أنا ذات ليلة على السرير إذ عرض لي ذكرها،
فنزلت من على السرير أريدها، إذ لدغتني في طريقي عقرب،
فرجعت إلى السرير مسرعا وأنا أتأوه. فانتبهت ابنة عمي
وسألتني عن حالي، فعرفتها أن عقربا لدغني.
فقالت : أعلى السرير لدغتك العقرب ؟!
فقلت لا ، قالت أصدقني الخبر ، فأعلمتها
فضحكت وأنشدت :
وداري إذا نام سكانها تقيم الحدود بها العقرب
إذا رام ذو حاجة غفلة فإن عقاربها ترقب
ثم دعت جواريها وقالت :
عزمت عليكن أن تقتلن عقربا هذه الساعة !!
ومما يروى عن شدة غيرة النساء
أن رجلا كان مضطجعا إلى جانب امرأتة، فتذكر جارية له
فخرج إلى الحجرة، فجامعها، فانتبهت المرأة فلم تره،
فخرجت، فإذا هو على بطن الجارية،
فرجعت، وأخذت سكينا،
فلحقها الرجل في الحال، ووجد السكين بيدها
فقال لها: ما الخبر؟!
فقالت ما الخبر؟! وقد وجدتك عند الجارية،
فجئت بالسكين لأقتل كليكما!
قال الرجل: ما كنت!
فأنت حالمة من شدة النعاس والنوم.
فقالت: بلى!
وقد نهى الإسلام أن يقرأ أحدنا القرآن وهو جنب فاقرأ ما تيسر.
وقد كانت هذه المرأة جاهلة لا تميز بين القرآن وما عداه،
فأنشدها:
أتانا رسول الله يتلو كتابه كما لاح منشور من الصبح ساطع
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا به موقنات أن ما قال واقع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه إذا استثقلت بالكافرين المضاجع
قالت المرأة: آمنت بالله وكذبت بصري.
وقد انطلت عليها الحيلة.
ينبغي أن يتصف الرجل بالشهامة والرجولة
التي لا تدع موطنا للشك والريبة في قلبه نحو زوجه
فلا ينظر اليها بالشك والريبة
بل بالثقة والصدق
كما
ينبغي أن تكون المرأة محامية عن زوجها تدافع عنه،
لا موظف مخابرات تسأله دائما عند دخول البيت:
أين كنت،
ماذا فعلت،
لماذا تأخرت،
من حدثت، ماذا كنت تقول .. تكلم بصراحة.
إلى غير ذلك من الأسئلة التي تجعل من الزواج جحيما لا يطاق.
كما أن الرجل يجب أن يكون لديه ثقة بنفسه وأهله
فلا يحيل حياتهم لجحيم
دون وجود المبرر
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا يتخونهم ويطلب عثراتهم .
وانشد بعضهم في الغيرة
ما أحسن الغيرة في حينها وأقبح الغيرة في غير حين
من لم يزل متهما عرسه متبعا فيها لقول الظنون
يوشك أن يغريها بالذي يخاف أن تبرزها للعيون
حسبك من تحصينها وضعها منك إلى عرض صحيح ودين
لا يطعن منك على ريبة فيتبع المقرون حبل القرين
ومن عجائب الغيرة قول الشاعر :
إني أغار عليك من عينيك من بائعات الورد في خديك
من فاحم الشعر الكثيف محوري كالليل مسدودلا حتى كتفيك
عند انفراج السحر من شفتيك
والغيرة كسائر الأمراض النفسية تفتك بصاحبها،
فيختل توازنه، وتنحط قواه العقلية، ويقل إنتاجه….
والغيرة كالشعور بالنقص، لا بأس بها، في الأحوال العادية،
إذ أنها ضرب من الدفاع عن النفس ووازع طبيعي للمنافسة الشريفة ،
والطموح وركوب متن السمو والأماني هذا هو الأصل ،
بيد أنها تكون كسائر الصفات والطبائع والنزعات الحسنة
قد تصبح وبالا على المتصف بها فتبطش به بطشا إذا ما أسرف فيها .
ومما يؤسف له أن معظم ما يسمونه الغيرة الزوجية
التي كثيرا ما تقود أصحابها إلي مواطن التهلكة والتعاسة
و الانتحار وارتكاب جريمة القتل والوقوف أمام حبل المشنقة
كثيرا ما تكون هذه الغيرة لا أساس لها من الصحة .