كشفت الدراسات الامريكية بجامعة نيويورك بالولايات المتحدة عن زيادة انتشار الاصابة بالسكر بين الاطفال والتى اكدت ان واحدًا من كل ثلاثة اطفال من المواليد بعد عام 2000 سيصاب بالسكر فى المستقبل، وتزداد النسبة فى اصحاب البشرة السمراء ليصبح طفل بين كل اثنين عرضة للإصابة بالسكر.
وأضافت الدراسة أن مصر اصبحت تصنف من الدول العشر الاولى المتوقعة على مستوى العالم من ناحية شيوع المرض، فالسكر ودون أي مبالغة اصبح بمثابة وباء يصيب في طريقه كل يوم أبرياء جدداً، ليس من الكبار فقط بل من الأطفال أيضاً فالمرض وما يسببه من مضاعفات تؤثر على سلامة باقي أعضاء الجسم تقريباً يجب أن ننظر إليه كخطر قومي ينبغي التحفز لمواجهته والحد من آثاره السلبية على المجتمع وتكلفته الضخمة على المريض والدولة بشكل عام.
الغذاء الصحى والرياضة
ويؤكد الدكتور ايمن حافظ استاذ الامراض الباطنية والسكر بطب القصر العينى أن سبب انتشار مرض السكر من النوع الثانى بين الشباب والاطفال هو انتشار السمنة والاعتماد على االوجبات الجاهزة السريعة والسندوتشات والبيتزا والمياه الغازية، واصبح كثير من الاطفال لا يمارسون الرياضة واحيانا يكون الذهاب الى النادى لتناول الأطعمة الجاهزة وليس لممارسة الرياضة.
وأضاف أن واحدًا من كل خمسة اطفال مصاب بالسمنة و20% منهم مصابين بارتفاع نسبة السكر فى الدم, والاطفال والشباب المصابين بالسكر نجد 85% منهم مصابين بالسمنة ولديهم تاريخ وراثى فى العائلة، وتظهر الاصابة بعد سن العاشرة مع بداية مرحلة البلوغ بسبب الاستعداد الوراثى وسمنة البطن التى تؤدى الى زيادة مقاومة عمل الانسولين واوضح الدكتور ايمن ان خطورة الاصابة بالسكر فى الاطفال هو حدوث مضاعفات المرض على القلب والمخ والاعصاب الطرفية والكلى والعين مبكرا .
وللوقاية من المرض ينصح حافظ بضرورة تشجيع الاطفال على الحركة وممارسة الرياضة يوميا وتناول الغذاء الصحى وتقليل عدد ساعات مشاهدة التليفزيون والعاب الكمبيوتر بحيث لا تزيد على ساعتين يوميا وضرورة اكتشاف المرض مبكرا وذلك بالتحليل كل 6 اشهر للاطفال المعرضين للاصابة وتجنب سمنة الاطفال وعلاجها مبكرا .
تثقيف المريض
من جانبه، أكد الدكتور صلاح شلباية استاذ الغدد الصماء والسكر بطب عين شمس ان 90% من مرضى السكر عالميا من النوع الثانى، والذى يحدث نتيجة عاملين فى الجسم هما مقاومة الجسم للانسولين، وخلل فى افراز الانسولين من البنكرياس والاتجاهات الحديثة فى العلاج تتوجه الى علاج مناعة الجسم للانسولين وان يستمر علاج المريض اطول فترة ممكنة بالاعتماد على نوع دواء واحد، وتأخير لجوء المريض للعلاج بالانسولين, وهذا افضل لخلايا البنكرياس ويكون العلاج عن طريق تنظيم الغذاء وممارسة الرياضة واستعمال العلاجات المحفزة للانسولين.
وشدد الدكتور صلاح الابراشى على ضرورة تثقيف مريض السكر وكيفية تجنب مضاعفاته وضبط استخدام الادوية والاعتماد على الاغذية الصحية وتناول الخضروات والفواكة والابتعاد عن الدهون وتقليل النشويات والاقلال من السكريات وخاصة الحلويات الشرقية.
كما حذر الابراشى من شائعات علاج السكر بالاعشاب فهناك اكثر من 300 نوع من الاعشاب يزعم انها تعالج السكر ولم يثبت حتى الآن أن أيًا منها كان علاجا فعالا للسكر .
أعراض المرض
تقول الدكتورة آيات محمود استاذ الامراض الباطنة والسكر إن سكر الدم ينخفض لدى الأطفال الصغار الذين يعانون من مرض السكري بسرعة كبيرة، لأنهم يحتاجون إلى القليل جداً من الانسولين.
وتنصح الامهات بضرورة اخبار المدرسين فى المدرسة بحالة اطفالهم وتقديم الشهادات الصحية الدالة على ذلك وإعطائهم قائمة بأعراض انخفاض سكر الدم لدى الطفل وطرق التعامل مع الاطفال فى هذه اللحظات الحرجة حيث يكون هؤلاء الأطفال بحاجة إلى العطف والحنان، والبعض الآخر ينطوي على نفسه أو يكون سريع الغضب ومتعكر المزاج وكثير البكاء.
وتضيف: ينبغي على الأهل مراعاة وجود كمية كافية من الجلوكوز مع الطفل. وإذا كان الطفل لا يريد أن يأكل أو يشرب شيئاً، فلابد أن يطلبوا منه بود وعطف أن يتناول بعض المأكولات أو المشروبات كما يمكنه تناول عصير الفاكهة أو شاي مُحلى بسكر العنب.
ولدواعي السلامة لابد أن تحتوي المدرسة أو روضة الأطفال على جهاز لقياس سكر الدم ومواد كربوهيدراتية سريعة المفعول وجلوكوز لاستعمالها في حالة الطوارئ وفي حالة عدم استجابة الطفل لهذه الوسائل، فيجب استدعاء طبيب الطوارئ.