الأميرة أسمى
عدد المساهمات : 517 نقاط : 1489 النشاط : 0 تاريخ التسجيل : 07/06/2011
| موضوع: دراسات فى ديناميكية التكيف العصبى الأربعاء يونيو 08, 2011 3:59 pm | |
| [size=21]قلم الباحث سالم غالب ممارس معتمد في ديناميكية التكيف العصبي أولا: لا تجعل العقل العاطفي يشتعل!.
من التقسيمات المهمة في العقل البشري قسمان العقل العاطفي والعقل التحليلي:-
العقل العاطفي مسؤول عن الاحاسيس ومسؤول عن الطاقة الجسمية والطاقة الجنسية، كذلك العقل العاطفي مسؤول عن بقاء الإنسان لذلك له القدرة التلقائية على الهجوم والهروب عند شعور الانسان بالخطر.
والعقل العاطفي عندما يشتعل تكون لديه القدرة على سلب كل طاقة الجسم بما فيها جهاز المناعة لأن مهمته ضمان بقاء الإنسان, لذلك عندما نختلف مع شخص آخر يشتعل العقل العاطفي فيبدأ يهاجم أو يهرب ويدافع.
كما تعلمون أن جهاز المناعة من وظائفه محاربة الأجسام الضارة في الجسم للمحافظة على حياة الإنسان، والخطورة تكمن في أن هنالك علاقة بين مرض السرطان واشتعال العقل العاطفي، حيث أن الخلايا السرطانية موجودة أصلاً في جسم الانسان ولكن جهاز المناعة يقضي عليها لحظة بلحظة، وحينما تثير العقل العاطفي بغضبك من شيء تافه فإنك بذلك تجعله يجند جميع طاقة الجسم لمهاجمة عدو وهمي، وبالتالي تترك الخلايا السرطانية تنتشر في الجسم وجهاز المناعة غافل عنها فيصاب الإنسان بمرض السرطان بسبب التفكير السلبي، وهنا يأتي دور العقل التحليلي، حيث ان الذي يميز الإنسان عن الحيوان هو الجزء التحليلي والمنطقي في المخ (التفكير).
فالعقل التحليلي هو المنطق وفيه المعنى والإدراك والأهداف والتخطيط للمستقبل والتقييم وفيه الفعل والتنفيذ. والعقل التحليلي يأخذ المعلومات والخبرات السابقة ويحللها ويعطيها أفكار ايجابية.
والعقل العاطفي والتحليلي بينهم اتزان، فالعقل التحليلي يأخذ قدرات العقل العاطفي ويحولها الى انجازات، أي يأخذ الطاقة الجسمية والجنسية وغيرها من العقل العاطفي ويعمل بها والروعة في الاتزان ما بين الاثنين.
ومن واجبنا ان يكون لدى العقل التحليلي مهارة لكي لا يثير العقل العاطفي ويجعلنا نغضب من أشياء لا تستحق الغضب، فالعقل التحليلي إذا لم يكن مدربا نجد العقل العاطفي دائما مشتعل. فهل التحديات التي تواجهنا في حياتنا تستحق أن نشعل العقل العاطفي ويعمل عمله؟ !مع العلم بأن 92% من الأمراض العضوية سببها ان العقل العاطفي يشتعل فالعقل العاطفي رائع لو استخدمناه بالشكل الصحيح لان فيه الحب والتسامح والحنان.
لذلك ننصح باستخدام استراتيجية 1% حينما تواجه أي تحدي في الحياة وهي ان تطرح على نفسك الأسئلة التالية:
- هل ولو 1% هنالك إدراك آخر؟
- هل ولو 1% هنالك مكان للتسامح؟
- هل ولو 1% هنالك مكان للاتصال؟
- هل ولو 1% هنالك مكان للانصات؟
وهنا تكون مرونة في التفكير فتجعل العقل العاطفي يرتاح.وكما قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم "ليس الشديد بالصرعة، انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب".
ثانيا: حول المشكلة أو التحدي الى مهارة!.
هذه النقطة لها علاقة مباشرة في النقطة السابقة التي تحدثنا عنها، حيث أننا ذكرنا ان لكي لا يكون العقل العاطفي دائما مشتعل لا بد من أن يكون لدى العقل التحليلي مهارة أو تدريب، وهذا ما سوف نشرحه في هذه الجزئية.
لكي يكون لدى العقل التحليلي مهارة لا بد من اتباع التالي:
- تنظيف الماضي:
لا بد لك من تنظيف الماضي من الخبرات السلبية كالقيم السلبية، الاعتقادات السلبية، الاحاسيس السلبية والسلوكيات السلبية. وأجمل ما يميز ديناميكية التكيف العصبي هو ان الدكتور ابراهيم الفقي جمع كل العلوم التي تعلمها وبنى عليها هذا العلم الرائع، ولكن على أسس روحانية وربطها بديننا الاسلامي الحنيف، حيث يقول لا بد لك من تحويل الماضي إلى مهارة بالاستفادة والحكمة عن طريق التقرب من الله والتخلي عن السلوكيات السلبية والتحلي بالسلوكيات الايجابية.
ولكي تحتفظ بمهارة يجب ان تتعلم من الماضي وهكذا تنظفه من الافكار السلبية وتستبدلها بالايجابية,فأي مصيبة أو مشكلة أو ابتلاء اصابك في الماضي حينما تتذكره تشعر بالحزن أو الغضب لأنه خزن في عقلك الباطن كتجربة سلبية ومعها مشاعر سلبية فبالتالي هذا الماضي السلبي يجرك اليه ويثير المشاعر السلبية لديك باستمرار ما يجعل عقلك العاطفي يشتعل ويعمل أعماله التي تضر بصحتك وتهدر طاقتك وتبعدك عن أهدافك ونجاحاتك فتعيش حزين كئيب بلا إنجازات وبصحة سيئة. إذن لا بد لك من تحويل هذه الخبرات السلبية الأليمة الى مهارات بتقبل الواقع وتحمل مسؤولية حياتك والتعلم من الماضي وهذا بأن ترجع لأي مشكلة واجهتك في الماضي وتعيد تخزينها بفكرة ايجابية ومشاعر ايجابية، وذلك باعتبارها أنها هدية من الله عز وجل يريد بها أن يغير فيك سلوك سيئ أو يقربك منه أو يعلمك شيء أنت غافل عنه لأنه دائما الخيرة فيما اختار الله، حيث يقول رسولنا الحبيب الكريم صلى الله عليه وسلم «عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن ان اصابته سراء شكر فكان خير له وإن اصابته ضراء صبر فكان خير له». فحينما تعتبر مشاكل الماضي على أنها شيء ايجابي تستفيد منه في مستقبلك وتعتبره خير من الله فسوف تتغير الخبرة السلبية الى ايجابية مفيدة والمشاعر السلبية تتحول الى ايجابية فلا تثير العقل العاطفي حينما تسترجعها، بل انها تقودك الى النجاح والتميز والرضى عن الله وتجعلك قوي تجتاز أكبر التحديات التي سوف تواجهك في حياتك وبهذا فإنك سوف تحتفظ بالمهارة، وبالتالي العقل العاطفي يرتاح والعقل التحليلي يبدأ يعمل لأن فيه التخطيط والفعل والتنفيذ وبالتالي الانجاز والنجاح.
وفي النهاية أود أن أوجه نصيحة أخيرة وهي يجب أن تكون عزيزي القارئ محافظا على خلق التسامح، لأن من أعمق الأحاسيس السلبية عدم التسامح من ثم الشك ثم الغيرة ثم الغضب. فالأفضل لك ان تسامح أي شخص أساء لك في الماضي لكي تريح جسمك، حيث أنك كلما تفكر بشخص ولم تسامحه تتعب أعصابك وجسمك باشتعال عقلك العاطفي كما ذكرنا سابقا. [/size] | |
|