إن النجوم هي أهم سكان هذا الكون Universe، إذ أنه من غيرها لا توجد أية حرارة أو أي ضوء . فكل نجم، إنما يشع بصفة مستمرة مقادير هائلة من الطاقة المتولدة عن التفاعلات النووية التي تحدث في أعماق النجم . ولا تتشابه النجوم أو تتطابق قط، إذ تختلف من حيث الحجم، واللون، ودرجة اللمعان أو البريق ودرجة الحرارة .
وشمسنا نجم متوسط، ليس له ما يمتاز به عن سائر النجوم . وتبدو النجوم كأنما لا حدود لعمرها، وتلك حقيقة واقعة، إذا ما قورنت بعمر الجنس البشري، ولكن على الرغم من ذلك فلا بد أن يكون لكل نجم نقطة ابتداء ومن ثم تكون له نهاية .
يبدأ النجم حياته على هيئة سحابة ضخمة، ليس لها شكل معين من غاز الأيدروجين والغبار الكوني، وتبدأ تلك السحابة في الانكماش والدوران . وكلما انكمشت، ارتفعت درجة الحرارة في مركزها، حتى إنه بمضي الوقت، تتكون كرة من الغاز المشتعل ـ نجم صغير . وعندما تصل درجة الحرارة في مركزه حدود 10 إلى 20 مليون درجة سنتيجراد، يتحول الأيدروجين على التدريج إلى غاز الهليوم Helium عن طريق التفاعل النووي . ويستنفد النجم ما فيه من غاز الأيدروجين عبر آلاف ملايين السنين، لا يلاحظ خلالها حدوث تغيرات على سطح النجم لها قيمة . وشمسنا في هذه المرحلة من حياتها، تستنفد أيدروجينها عبر4.000 مليون سنة .
وبمضي الزمن، يتحول معظم الأيدروجين إلى هليوم، وعندئذ يزداد بريق النجم وحجمه، وقد تصل زيادة قطره إلى 300 مرة قدر قيمته الأصلية . وكما قلنا، يزداد لمعان النجم واحمراره ومن ثم يعرف باسم ( العملاق الأحمر Red Giant )، وعند هذه النقطة من حياة النجم، قد ينفجر فجأة، بحيث يتم الانفجار خلال دقائق معدودات ويرسل طبقاته الخارجية لتنطلق عبر الفضاء الكوني وعندئذ يسمى باسم ( المتجدد أو البراق Nova )، ولكن سرعان ما تنتهي هذه الحالة من الشذوذ، ويبرد النجم ليصبح ( قزما أبيض White Dwarf ) . والقزم الأبيض المثالي، لا يزداد حجمه على حجم المشترى Jupiter، رغم أن كتلته تعادل كتلة المشترى ألف مرة . وتزن البوصة المكعبة من مادته نصف طن . وتختلف فترة حياة النجم من مليون إلى 10 ملايين ملايين سنة، معتمدا في ذلك على حجمه الأصلي، ودرجة لمعانه . ومن المقدر أن عمر شمسنا سيكون نحو 10.000 مليون سنة، وبذلك فأمامها ما يربو على 5.000 مليون سنة، من قبل أن تبدأ التمدد والانفجار .