إن أعجب أعضاء المجموعة الشمسية هي المذنبات Comets ومصدر هذا الاسم هو اللفظ اللاتيني ( ستلا كوماتي Stellae Comatae )، أو " النجوم ذات الشعور "، وهو وصف لائق . وفي المتوسط نستطيع أن نرى مذنبا واحدا بالعين المجردة كل سنة إلا أن معظم المذنبات توجد على أبعاد سحيقة، ولذلك فهي خافتة . وعندما يقترب مذنب كبير من الأرض، يصبح شيئا ملفتا للنظر إلى حد كبير فعندئذ نستطيع أن نتبين أنه يتكون من ثلاثة أجزاء : النواة Nucleus، والشوشة Coma، والذيل Tail .
وأول ما يرى من المذنب عندما يقترب من الشمس هو نواته، وهذه عبارة عن كرة وهاجة من مادة النيازك ـ حجارة أو حصى، وغبار وغاز . وعندما يدنو النجم مقتربا أكثر وأكثر من الشمس، تتكون كرة شاحبة من الضوء حول النواة، وتسمى الشوشة . وما أن يقترب المذنب تماما من الشمس، حتى يتكون له ذيل، يمتد منبثقا من الرأس ( النواة والشوشة ) . ويتجه الذيل دائما بعيدا عن الشمس، بسبب ضغط الإشعاع الشمسي Solar Radiation، والتدفق المستمر للجسيمات التي تخرج منبثقة من الشمس . وقد يكون اتساع رأس المذنب من 10.000 إلى 100.000 ميل، وقد يكون طول الذيل ملايين الأميال، ولكن على الرغم من حجمه الجبار، تكون كتلة المذنب صغيرة جدا . فعندما يمر مذنب بالقرب من أحد الكواكب، يتغير مسار المذنب تغيرا عظيما، بينما يظل مسار الكوكب على حاله بلا تغيير، ومعنى ذلك، أن كتلة المذنب أقل من جزء من مائة ألف جزء من كتلة الأرض . ويبلغ متوسط الكثافة للمذنب نحو نصف أوقية للميل المكعب ( يزن الميل المكعب من ماء البحر نحو 4.000 مليون طن ) . وفي عام 1910، مرت الأرض خلال ذيل مذنب هالى Halley's Comet، وكان من الصعب ملاحظة ذلك .
وتسبح معظم المذنبات حول الشمس في أفلاك على هيئة القطع الناقص، وما أن يتم رسم مسارها، حتى نستطيع أن نتنبأ بموعد أوبتها ومتى ظهرت من قبل . ولقد أمكن تتبع مذنب هالى إلى عام 240 قبل الميلاد وهو من بين المذنبات التي نعرفها جيدا، وسجلت جميع الحالات التي ظهر فيها باستثناء مرة واحدة . ومن المحتمل أن يكون هذا المذنب هو الذي سجله كل من الصينيين وأرسطو Aristotle عام 467 قبل الميلاد . ولقد شوهد أيضا عام 1066 م . وكذلك يبدو ظاهرا على سجادة باييه Bayeux Tapestry أيام غزو النورمانديين . ولقد شوهد آخر مرة عام 1910، وسوف يعود للظهور عام 1986