sherobatota
عدد المساهمات : 1005 نقاط : 3009 النشاط : 0 تاريخ التسجيل : 10/06/2011
| موضوع: أميرة ارض البكاء الأربعاء يونيو 15, 2011 5:35 am | |
| أميرة ارض البكاء فى قديم الزمان و سالف العصر و الأوان عاشت اميرة اسمها الأميرة جيهان بنت السلطان فرط الرمانكانت تعيش فى قصر جميل من ابدع القصور فى كل الأزمان و كانت جيهان بنت السلطان احلى من حبات الرمان...و لكن الكمال لله وحده, فنظرة واحدة اليها تجعلك تشعر بالأشفاق عليها .... كان فم جيهان الجميل معوج كالمشلول.....فما هو السبب يا ترى؟ السبب عجيب و غريب... جيهان بنت السلطان تعودت على الحياة السهلة, كل طلباتها اوامر تنفذ فى الحال...فهى بنت السلطان المدللةو هذا هو ما زادها سوءا, فهى تبكى و تصيح اذا صادفتها مشكلة صغيرة واذا احتاجت لشىء و لم يلبى طلبها فى الحال, فأنها تبكى و تتشنج حتى تجعل كل من حولها يرثون لها و يحسون بالتعاسة فيلبوا طلبها فى الحال و هكذا يوما بعد يوم و مع مرور الأيام, تحول فم جيهان الجميل الى شىء بشع حتى اصبح كل من ينظر اليها يشمئز منها و يرثى لها و اصبح من المعتاد ان تسمع كل صباح الصياح من حولك(انا اريد-انا لا اريد)(اريد ان انام-لا اريد ان استيقظ)...لا اريد ان اغتسل...لا اريد هذا الحمام...الجو بارد دائما..لا اريد هذا الطعام...انا...انا...ثم بكاء و صياحفها هى تصيح بوصيفتها التى كانت تمشط شعرها(انك تشدين شعرى,لا تمشطينى ثانية)و سمعتها امها و تمنت ان تجد من يقسو عليها و يعلمهاو كان لأم الأميرة جيهان صديقة وفية من اطيب الصديقات...لم تتقابلا من زمن بعيد...و ذات يوم بينما جلست السلطانة تبكى حال ابنتها المسكينة و ما اصبح عليه فمها المعوج بل و عينيهاالمنتفختان ايضا...اذا بالسلطانة تسمع شخصا يسألها عن سبب حزنهافلما نظرت السلطانة رأت صديقتها الوفية التى لم ترها منذ زمن فرحبت بها السلطانة و اجابتها ان ابنتها الأميرة الصغيرة هى سبب حزنها و تعاستهافتعجبت الصديقة...كيف تكون الأميرة الجميلة سبب حزن والدتها...!!!و لكن زال تعجب الصديقة عندما اخبرتها السلطانة بالأمر كله....[فكرت الصديقة لحظة ثم قالت: لا تحزنى يا صديقتى...و لكن يجب ان تفكرى فيما سأقوله لك,و لا تطاوعى قلبك فى حبك لطفلتك فيجب ان نعمل لمصلحتها..تساءلت السلطانةاجابتها الصديقة:أميرة البكاء لأرض البكاء تعجبت السلطانة:من هى اميرة البكاء؟...تقصدين ابنتى؟اجابتها الصديقة:نعم يا عزيزتى... تساءلت السلطانة:و ما هى ارض البكاء هذهقالت الصديقة:ارض البكاء هى المكان الذى اّخذ اليه ابنتك ولكن السلطانة خافت و قالت:لا لا لن تأخذى ابنتى منى فقالت لها الصديقة:ينبغى ان اّخذها, علاجها الوحيد هناك...بعيدا بعيدا فى ارض البكاءو الا ستصبح جيهان مكروهة من كل انسان يعرفها...و قامت الصديقة كى تنصرففقالت لها السلطانة...انتظرى,انى اريد ان تكون ابنتى محبوبة من كل من يعرفها فى كل وقت و كل مكان...وسوف اضحى و اجلها تذهب معك الى ارض البكاءقالت الصديقة و هى تنصرف:هذا ما يجب ان يكون...اميرة البكاء لأرض البكاءو عندما يحين الأوان ,ستعود جيهان, عندها فقط تستحق ان تكون بنت السلطان فرط الرمان ذهبت الصديقة الى غرفة جيهان و طارت بها الى ارض البكاء... طارت جيهان بعيدا و هى حزينة باكية و سألت الصديقة:الى اين اطير يا سيدتى؟اجابتها الصديقة و هى تشير الى بعيد:الى هناك حيث تلك الأرض الحمراء نظرت جيهان فرأت على البعد جزيرة وسط المحيط, حولها المياه من كل جانب, حيث لا يمكن ان يصل اليها انسان...و فوق الجزيرة سحب سوداء ضخمة غريبةفتساءلت جيهان:ما هذه السحب السوداء؟قالت الصديقة: انها بخار الدموع..دموع الناس الذين يسكنون هذه الأرضان دموعهم الساخنة تكون هذه السحب التى لا تفارقهم ابدا لأنهم دائما يبكوندهشت جيهان من كلام صديقة امها العجوز ثم هبط الأثنان بهدوء على ارض الجزيرة.. تساءلت جيهان :ماهذه الجزيرة الغريبة؟اجابتها الصديقة العجوز:انها جزيرة البكاء, حيث الكل يبكون...كل من حولك يحبون البكاء مثلك..تذكرت جيهان فجأة بيتها و قصرها فصرخت باكية:اريد ان اعود لأمى و بيتى و حجرتى...لماذا اتيت بى الى هنا؟قالت الصديقة:هنا ستعيشين حيث تبكين, ولا تزعجين احداصرخت جيهان:و لكنى لا اريد ...لا اريدقالت الصديقة:عندما تريدين ترك البكاء, فعليك ان تكفى عنه, و حينئذ يمكنك ان تتسلقى جبل الأفراح...او عليك ان تبقى و تستمرى فى البكاء...لك كل الأختيار فى ان تكونى اميرة ارض البكاء او اميرة الأفراح فى قصركثم رحلت الصديقة وحدها و تركت جيهان تصرخ و تبكى: اريد ان اعود اريد قصرى...اريد سريرىصاحت الصديقة و هى تبتعد: عندما تتوقفين عن البكاء تحققين غرضك, وتتسلقى الى قمة جبل الأفراح و تعودين لبيتك...و لكن الحذر كل الحذر, فعندما تبكين تعودين فورا لأرض البكاء و تسقطين من على جبل الأفراحظلت الأميرة المسكينة تبكى لساعات طويلة, و نظرت حولها فرأت اطفالا كثيرين من كل بلد يبكون و يصرخون...فزادت من بكاءها حتى تعبت من كثرة البكاء, فلا احد هنا يحنو عليها و يلبى لها ما تريدو بدأت الأميرة تفكر فى كلام الصديقة حتى نامت من كثرة البكاء و التعبو فجأة استيقظت جيهان من نومها و هى تشعر بالجوع الشديد, فصرخت: مربيتى العجوز,اريد الطعام...اريد تفاحا و قطعة من الكعك...هيا بسرعةثم بدأت تبكى و تصرخ حتى يلبوا طلبها, و لكنها نظرت و تذكرت ما حدث و فجأة وجدت امامها عملاقا اسود بشع الشكل ...ضحك العملاق و صاح:تطلبين الطعام بعد الميعاد؟لقد فات الأوان يا اميرة البكاءصاحت جيهان:و لكننى جيهان...انا الأميرة جيهان بنت السلطان فرط الرمان ضحك العملاق بشدة فاهتز المكان, و اختبأت جيهان فى احد الأركان و هى تبكى و تصرخ قال العملاق و هو يحمل جيهان من مخبئها بقسوة, و يضعها وسط الطفال الباكين:هؤلاء هم شعبك الباكى يا اميرتى, انك اميرتهم...هم يبكون مثلك و لكنك تفوقت عليهم, و هكذا صرت اميرة البكاء فى ارض البكاء ضحك العملاق و هو يغادر المكان صائحا:هذه هى اميرتكم الجديدة, اطعموها فهى جائعة و اسقوها من دموعكم فهى عطشى توسلت جيهان للعملاق لأول مرة فى حياتها:ارجوك...انى جائعة جداغادر العملاق و هو يشير الى بعيد قائلا:ان كنت حقا تريدين الفطور, فعليك ان تحضرى بنفسك بجوار جبل الأفراح, عند اشراقة الصباح...هناك تأخذين نصيبك حيث يتم توزيع الأفطار و نامت جيهان وهى تبكى...و قبل ان تظهر الشمس ,هبت من نومها مسرعة, وجرت ناحية جبل الأفراح و رغم بعد المسافة فقد كان الجوع يدفعها لتجرى و تسبق غيرها من الجائعين, حتى وصلت الى مكان العملاق الأسود تحت جبل الأفراح ضحك العملاق لمنظر جيهان الجديد و قال:اخيرا تعلمتى المحافظة على الميعاد و الا فاتك الطعام مدت جيهان يدها و تناولت من العملاق كسرة خبز يابسة سوداء ملوثة بالطين, ولكنها اكلتها بلذة شديدة لأنها كانت جائعة لم تتناول لا غداء ولا عشاء , وخشيت ان يضيع عليها الفطور ايضا. انه بالنسبة لها احلى فطور تناولته طوال حياتها,ف هى لم تتعود الجوع فى يوم ما و عند طرف الجبل وجدت الكثيرين يتسلقون و يتسلقون, وعند كل خطوة ينزلقون, والجبل مغطى بالماء و الأوحال...و القمة بعيدة فوق السحابو لكنها صممت و عزمت على الوصول و بدأت تصعد و تصعد, و الأوحال الباردة تملأ المكان, وقدماها العارتان تدوسان على الأوحال و الأشواك حولها فى كل موضع و فجأة...داست قدمها الصغيرة على شوكة كبيرة, فجلست تبكى فى مكانها من شدة الألم فلم تشعر الا و هى تسقط الى اسفل الجبل, و العملاق الأسود يحملها و يلقيها فى عنف و هو يصرخ:ابتعدى ايتها الباكية, و لا تقفى فى طريق غيرك من الصاعدين...و موعدك بعد اسبوع, فقد ضاعت فرصتك فى الصعود هذا الأسبوع عادت جيهان الى مكانها, وجففت دموعها, وصممت ان تبدأ فى الأسبوع القادم من جديد, و لا تضيع الفرصة على نفسها مهما حدث و مضى اسبوع من العذاب, و بدأت جيهان تصعد من جديد الى قمة جبل الأفراح...و هى عازمة على الوصول مهما كانت العقبات و عندما وصلت الى منتصف الطريق, اصابها تعب شديد, فوقفت لتستريح, و احست بالجوع الشديد...فأخرجت من جيبها قطعة من الخبز الأسود المتعفن كانت ادخرتها لوقت الجوع و ما كادت تمد يدها لفمها حتى تدحرجت صخرة من اعلى الجبل و صدمت يدها, فطارت كسرة الخبز فى الهواء و لما كانت جيهان جائعة جدا و لم تفطر, حيث ادخرت فطورها لوقت صعود الجبل, فقد جلست تبكى على الأرض...و هكذا........وجدت نفسها من جديد فى اسفل الجبل عند قدمى العملاق و العملاق يضحك ساخرا:ضاع الجهد هباءا, انك لا تريدين ان تتنازلى عن عرشك يا اميرة البكاء, فحياتنا لا شك تعجبك و نامت جيهان بين الأحوال و الأشواك, وهى تبكى و تقول فى نفسها:لو حقق الله املى و عدت الى وطنى و بيتى من جديد, فاءن اى شىء يصادفنى مهما كان صعبا لن يدفع الى عينى دمعة واحدة, سأقاوم الدموع بالعزيمة القوية التى ستجلب لى الفرح و السرور و مضى الأسبوع كسابقه بعذابه و اّلامه... و فى الصباح الباكر, اخذت جيهان افطارها من الخبز الأسود العفن- اللذيذ جدا بالنسبة لها- و التهمته التهاما,ثم اخذت معها ماء تشربه فى الطريق و بدأت جيهان تصعد و تصعد, و كلما صعدت جزءا من الطريق وجدت مابقى فيه اسهل مما مضى...وظلت تصعد و تصعد, وكلما صعدت نحو القمة وجدت الوحال و الصخور و الأشواك تقل و تختفى من امامها, وتحل محلها الزهور الجميلة و الحشائش الناعمة و الشجيرات المزدانة بألوان لم تر لها مثيلا فى حياتها وبدأت السعادة تدب فى قلب الأميرة جيهان, ولم تعد ترى اى فائدة للبكاء فى الحياة, ومدت يدها فى جيبها و راحت تأكل خبزها فى لذة, دون حتى ان تنظر اليه...و احست كأنها تأكل قطعة من الكعك اللذيذ الذى لم تتذوق فى قصر ابيها...فحمدت الله و شكرته على ما وهبها من نعم وعندما واصلت طريقها, ظهر امامها فجأة قوس قزح جميل بألوان عديدة...صفراء و حمراء و زرقاء, ويمتد فى السماء كأنما يتصل بالجبل و هناك وجدت الصديقة العجوز تشير لها, و تمسك بيدها و تسير بها فوق قوس قزح الجميل, و كان حولها اطفال كثيرون غيرها وصلوا الى القمة و هم يغنون و يضحكون فأحست بالسعادة و بدأت تضحك و تغنى و هى تمشى فوق قوس قزح, و من حولها الزهور الجميلة هبطت الأميرة جيهان الى القصر, حيث مدت الصديقة قوس قزح الجميل الى سرير الاميرة, فوجدت امها و مربيتها العجوز تحتضانها و تقدمان لها الكعك اللذيذ و اللبن شربت جيهان كوب اللبن لأول مرة دون ادنى اعتراض, و اكلت قطعة صغيرة من الكعك ثم حمدت الله و شكرت الجميع على كرمهم و استقبالهم الرائع,ث م استأذنت من امها و مربيتها لتغتسل من عناء الرحلة و دهشت الأم من تصرف الأميرة جيهان...لقد ازدادت الأميرة جمالا, وذهب من فمها ذلك الأعوجاج البشع, فصار وجهها جميلا و قالت الصديقة العجوز و هى تنصرف: الم اقل لك اننى سأعيدها اليك اليوم و هى اميرة للسعادة و الحلام بعد ان كانت اميرة للبكاء و الألامالملحوظة اللى عايزة اقولها بقىمحدش يقول لطفله:هوديك ارض البكاء لو ما بطلتش عياط...بلاش الرعب دهنحكى القصة و نديه عبرة بس بدون استخدامها كذريعة للتخويف | |
|