كشفت وثيقة
تنشرها «المصرى اليوم» وفق اتفاقها الخاص مع «ويكيليكس» بعثت بها القائم
بأعمال السفارة الأمريكية فى الدوحة «ميرمب إل نانتونجو» إلى بلادها، تدهور
العلاقات بين مصر وقطر، حيث نقلت عن نائب السفير المصرى لدى الدوحة أدهم
نجيب، قوله لرئيس مكتب الشؤون السياسية والاقتصادية (الأمريكى) فى يناير
٢٠١٠، إن مصر عازمة على إحباط كل مبادرة تطرحها قطر خلال فترة توليها رئاسة
جامعة الدول العربية، حتى وإن كان المقترح القطرى يصب فى مصلحة مصر.
وروى نجيب كيف أنه تم استدعاؤه إلى مكتب وزير الخارجية المصرى - حينها-
أحمد أبوالغيط فى القاهرة، حيث طلب منه أبوالغيط عرض تقييمه للعلاقات بين
البلدين، وأوضح نجيب أن الوزير استشاط غضباً ووبخه بعنف عندما اقترح عليه
أن تنظر القاهرة فى سبل تحسين علاقاتها مع الدوحة، مؤكداً أن مصر لن تتخذ
أى إجراء لتحسين العلاقات مع قطر، وأن الرئيس (السابق) حسنى مبارك شخصياً
مصر على مسألة عرقلة المبادرات القطرية، وأوضح أبو الغيط مفاخراً، أن مصر
أعاقت بالفعل عدداً من المقترحات القطرية.
وأشار نجيب إلى أن المسؤولين فى مصر يستشهدون بالتدخل القطرى فى قضيتى
السودان وفلسطين، كدليل على رغبة قطر فى تركيع مصر، كما أنهم يعتبرون
تقارير قناة «الجزيرة» اللاذعة عن مصر «مهينة جداًَ»، إلا أن الدبلوماسى
المصرى اعترف بأن الوساطة القطرية فى السودان لم تتضمن أى إجراء يضر مصالح
مصر، معتبراً أن الانفعال، أكثر من المنطق، هو الذى يحكم وجهة نظر مصر
الحالية تجاه قطر.
وإلى نص الوثيقة: رقم الوثيقة: ٠٠٠٠٣٩- سرية- قسم ١من ٢- الدوحة لا يطلع عليها أجانب E.O. ١٢٩٥٨ DECL :٢٦/١/٢٠١٠
الموضوع: نائب السفير المصرى بالدوحة: القاهرة تعتزم إحباط أى مبادرة قطرية.
مصنفة بواسطة: القائم بأعمال السفارة الأمريكية فى الدوحة ميرمب إل نانتونجو، لأسباب ١.٤ (ب، د).
(C/NF) النقاط الرئيسية - نائب السفير المصرى لدى الدوحة أدهم نجيب أبلغ
رئيس مكتب الشؤون السياسية والاقتصادية فى ٢٦ يناير بأن مصر عازمة على
إحباط كل مبادرة فردية تتقدم بها قطر خلال فترة رئاستها الحالية لجامعة
الدول العربية، بما فيها المقترحات التى قد تصب فى مصلحة مصر القومية.
- وروى نجيب كيف أن وزير الخارجية المصرى استدعاه الأسبوع الماضى عندما كان
فى زيارة للقاهرة تم التخطيط لها طويلاً، وأنه استشاط غضباً، عندما اقترح
على وزير الخارجية أن تنظر القاهرة فى سبل تحسين علاقاتها مع الدوحة.
- وقال الدبلوماسى المصرى إن تدخل قطر فى قضيتى السودان وفلسطين، وتقارير
قناة «الجزيرة» اللاذعة ضد مصر، كانت الأسباب الرئيسية وراء غضب القادة
المصريين، بمن فيهم الرئيس مبارك.
- وعندما طلب منه تحديد الإجراءات التى اتخذتها قطر بشأن السودان وكانت ضد
مصلحة مصر، اعترف نجيب بسهولة بأنه لا يوجد شىء من هذا القبيل، معتبراً أن
الإساءة القطرية تنبع من مجرد توسطها فى أزمة تخص الفناء الخلفى لمصر.
- واعتبر نجيب أن الانفعال، أكثر من المنطق، هو الذى يحكم وجهة نظر مصر الحالية تجاه قطر.
(C/NF) تعليقات - على الرغم من كونه جديداً على قطر، فإن نجيب متحدث جيد،
وقد شهدت له السفارة المصرية بسمعته الطيبة قبل وصوله. ونحن نميل إلى
الاعتقاد بأن نجيب يمدنا بوجهة النظر هذه حول قطر بناء على تعليمات.
- أعرب نجيب خلال محادثات سابقة عن شعوره بالإحباط لأنه كان مكلفاً - لدى
تعيينه فى الدوحة - بالمساعدة فى إصلاح العلاقات بين مصر وقطر، لكن
العلاقات ساءت قبيل وصوله إلى قطر لدرجة أنه - أو أى شخص آخر فى السفارة
المصرية - لم يعد يستطيع أن يفعل سوى القليل لتحسين تلك العلاقات.
النقاط الرئيسية والتعليقات انتهت.
١- (C/NF) أدهم نجيب أبلغ رئيس مكتب الشؤون السياسية والاقتصادية رايس،
خلال لقاء فى السفارة المصرية المحمية بصرامة، فى ٢٦ يناير، بأن الحكومة
المصرية عاقدة العزم على إحباط وعرقلة أى مبادرة تقترحها قطر خلال فترة
ولايتها الحالية كرئيس لجامعة الدول العربية، ليس لشىء سوى للعرقلة فى حد
ذاتها. وقال نجيب إن أعلى مستويات القيادة المصرية فى القاهرة، بمن فيها
الرئيس مبارك نفد صبرهم من قادة قطر.
٢- (C/NF) ولتوضيح مدى سوء النظرة التى ينظر بها كبار قادة مصر للقطريين،
روى نجيب كيف أنه تم استدعاؤه إلى مكتب وزير الخارجية المصرى أحمد
أبوالغيط، خلال زيارة للقاهرة تم التخطيط لها مسبقاً. وعندما دخل نجيب إلى
المكتب، وجد أبوالغيط يمارس التمرينات على دراجته الرياضية. وطلب وزير
الخارجية من نجيب أن يعرض تقييمه للعلاقات الثنائية مع قطر. ووصف نجيب
مجبراً، المناخ السىء الذى يسود الدوحة تجاه مصر، إلا أنه تمت مقاطعته،
وقال إن ابوالغيط وبخه بعنف، عندما اقترح البحث عن سبل يمكن من خلالها لمصر
وقطر أن يحسنا علاقتهما، التى وصفها للوزير بأنها «حقاًَ فظيعة».
٣- (C/NF) ودون أن يوقف جلسته الرياضية، تحدث أبوالغيط لنجيب بنبرة أعلى،
وأشار إلى القطريين بقوله «أمهاتهم وآباؤهم، وأمهات أمهاتهم وآباء آبائهم»
بطريقة شديدة الابتذال. وأعلن لنجيب أنه من أجل كرامة مصر ورفعة مكانتها،
فإن حكومتها لن تتخذ أى إجراء لتصحيح العلاقة مع قطر. وعلى العكس من ذلك،
فإن وزير الخارجية المصرى قال ثائراً، إن القاهرة «ستعمل على إحباط أى
مبادرة فردية تحاول الدوحة طرحها (خلال فترة ولايتها الحالية) كرئيس لجامعة
الدول العربية». ووفقاً لنجيب، فإن أبوالغيط قال بفخر كبير إن القاهرة
أعاقت بالفعل مبادرات قطرية فى جامعة الدول العربية حتى الآن.
٤- (C/NF) أبلغ أبوالغيط نجيب بأن الرئيس مبارك سيصدر ملاحظات صارمة خلال
خطاب للجمهور(الذى قال نجيب إنه ألقاه فى حوالى ٢٤ يناير) يشير فيها إلى
الدولة الصغيرة وحديثة النعمة (قطر) التى تدعى أنها ستأخذ مكان مصر العظيمة
والنبيلة. وأكد أبو الغيط لنجيب أن مبارك نفسه مصرّ على أن القاهرة ستحبط
«كل مبادرة قطرية فردية».
الدوحة ٠٠٠٠٠٠٣٩ (٢ من٢)
٥- (C/NF) وسأل رئيس مكتب الشؤون السياسية والاقتصادية نجيب عما إذا كانت
مصر تقصد بـ«كل مبادرة» أنها ستعرقل حتى المقترحات القطرية التى من شأنها
أن تصب فى مصلحة مصر الشخصية، وكان نجيب واضحاً فى تأكيد أن الأمر كذلك،
وأضاف أنه كثيراً ما كان مسؤولون مصريون بمن فيهم أبو الغيط، يستشهدون له
فى القاهرة بالتدخل القطرى فى السودان وفلسطين، كأمثلة على سعى قطر لجعل
مصر تجثو على ركبتيها. وتابع الدبلوماسى المصرى أن معالجة قناة «الجزيرة»
شؤون مصر وسياساتها، تعتبر أيضاً فى القاهرة أمراً «مهيناً وهجومياً
للغاية».
٦- (C/NF) وبغض النظر عن قناة «الجزيرة» والفلسطينيين، حيث كانت الاعتراضات
المصرية مفهومة، سأل رئيس مكتب الشؤون السياسية والاقتصادية عن وجه اعتراض
القاهرة فيما يخص الوساطة القطرية فى دارفور، منبهاً إلى أن ٢ من
المبعوثين الخاصين للسودان، للرئيسين جورج بوش وباراك أوباما، أبلغا
مسؤولين مصريين بأن الولايات المتحدة تدعم قطر فى جهودها للوساطة فى هذا
الملف. وإذا كان هناك شىء تقوم به قطر فى السودان وتراه مصر مرفوضاً، فنحن
بحاجة إلى أن نعرفه.
٧- (C/NF) رد نجيب قائلاً إنه أوضح لأبوالغيط وغيره من المسؤولين فى
القاهرة أن «الولايات المتحدة شريكنا الاستراتيجى تدعم جهود قطر فى
دارفور». وأقر نجيب بسهولة بأنه يعلم أن مصر لا تعترض على شىء بعينه فيما
يخص وساطة قطر فى دارفور. وقال أيضا إنه أبلغ مسؤولين مصريين بأن الولايات
المتحدة تؤمن بأن تحركات قطر بشأن دارفور تنبع إلى حد كبير من الاهتمام
الإنسانى. واختتم نجيب بقوله: «بصراحة، مصر مستاءة من وساطة قطر فى السودان
فقط لأنها تتدخل فى بلد يقع فى فنائها الخلفى. ولا يوجد شىء ما قامت به
قطر فى دارفور وأضر مصر أو مصالحها».
٨- (C/NF) واختتم نجيب المحادثة التى دارت حول العلاقات الثنائية بين مصر
وقطر بتأكيده مرة أخرى على عمق غضب قادة مصر من قطر. وهذا هو السبب، كما
قال، فى أن رسالة القاهرة كانت واضحة: مصر ستعارض أى مبادرة قطرية خلال
فترة ولايتها كرئيس لجامعة الدول العربية، حتى وإن كان اقتراح قطر يصب فى
مصلحة مصر الوطنية. الوضع حقا بهذا السوء، كما أعلن نجيب.