عدد المساهمات : 1005 نقاط : 3009 النشاط : 0 تاريخ التسجيل : 10/06/2011
موضوع: تويتر بديلاً للكتب لنشر فضائح السياسيين الثلاثاء يونيو 14, 2011 8:47 am
كتب – محمود الفقي:
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن المواقع الاجتماعية على شبكة الإنترنت حلت محل الكتب في نشر الفضائح الجنسية، التي انتشرت في أوساط السياسيين مؤخراً، لسبب بسيط هو أنها متاحة بالنسبة إليهم، وأن الجماهير تنظر إليها في النهاية باعتبارها شأناً شخصياً لا فضيحة عامة. وأشارت الصحيفة، في تقرير صادر اليوم الأحد، إلى أنه في عام 1791 وبينما كان يعمل أليكسندر هاميلتون وزيراً للخزانة، بدأ في إقامة علاقة غير مشروعة بماريا رينولدز، ممارساً الابتزاز ضد زوجها لعدة سنوات ليسمح باستمرار تلك العلاقة. وعندما فضح هذه العلاقة أحد الأشخاص تحول هاميلتون إلى تقنية ذلك العصر للدفاع عن نفسه بنشر كُتيب أكد فيه أنه لم يسء استخدام الموارد العامة قط. وأضافت نيويورك تايمز أنه بعد أكثر من قرنين حل تويتر محل الكتيبات كوسيلة للسياسيين للانخراط في سلوك جنسي مشين. وجاء الدور على النائب أنتوني دي وينر ليستقيل بفعل الضغوط بعد أن أنكر في البداية ثم أقر بأنه قد أرسل رسائل جنسية وصورا لنفسه بملابسه الداخلية عبر تويتر إلى طالبات جامعيات ونجمة بورنو من بين شابات أخرى كثيرات. ودافع هذا النائب الديمقراطي عن نيويورك عن نفسه بتأكيده هو أيضا أنه لم يسء استخدام الموارد العامة. وأشارت الصحيفة إلى أن الأمر ليس غريباً في واشنطن أن تجد هذه الفضائح الجنسية كثيراً وكان أبرزها مؤخراً أرنولد شوارزينجر الذي أنجب طفلا بغير زواج ونفس الشيء فعله جون إدواردز بالإضافة إلى فضائح النائب الجمهوري عن فلوريدا مارك فولي والنائب الجمهوري عن شمال نيويورك كريستوفر لي في 2006. على أن هاميلتون قد اعترف بهذه العلاقة للمحققين في الكونجرس قبل سنوات من فضحه. لكن بعد 15 عاماً من إدانة مجلس النواب للرئيس بل كلينتون وكشفه عن علاقاته المشينة مع متدربة البيت الأبيض أدرك معظم السياسيين الآن أنه لا يمكنهم الاعتماد على صمت الصحافة أو أقرانهم على انحرافاتهم. ونقلت الصحيفة عن سوزان جارمينت مؤلفة كتاب "الفضيحة: ثقافة الريبة في السياسة الأمريكية" قولها "خدمة التويتر تعمل كما لو كانت تستعيد لنا قدراً من إخفاء الهوية. فبعد فضيحة وترجيت وحركة النساء أصبح التصرف على هذا النحو ضئيلا جدا لكن التقنية يبدو أنها قد استعادت هذا الستار أو الإحساس بأن هناك حجابا. فالناس لا تتقابل في فنادق ولكنها تتواصل عبر تويتر." وأشارت الصحيفة إلى أن الانترنت صار هو البديل الذي يلجأ إليه من يريد إخفاء هويته وفعل ما يشاء ظناً منه ألا رقابة عليه. واختتمت الصحيفة باقتباس كلمة دو سوسنيك الذي كان من كبار مستشاري الرئيس كلينتون أثناء فترة إدانة الأخير حيث ذكر سبباً وجيهاً لانحراف السياسيين وهو "أنهم ينحرفون لأنهم ببساطة يستطيعون فعل ذلك." كما أن الناس تنظر إلى مثل هذه الفضائح باعتبارها شأناً شخصياً في الحقيقة لا فضيحة علنية.