لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتب الحازبي "عن ابن الكلبي عن أبيه قال:
وفد
قيس بن عاصم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فسأله بعض الأنصار عما
يتحدث به عنه من الموءودات اللاتي وأدهن من بناته فأخبر انه ما ولدت له بنت
قط إلا وأدها ثم أقبل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحدثه فقال له :
كنت أخاف سوء الأحدوثة والفضيحة في البنات فما ولدت لي بنت إلا وأدتها وما
رحمت منهن ْمَوْؤُودَةُ إلا بنية لي ولدتها أمها وأنا في سفري فدفعتها إلى
أخوالها فكانت فيهم.
وقدمت فسألت عن الحمل فأخبرتني المرأة أنها ولدت ولداً ميتاً.
ومضت
على ذلك سنون حتى كبرت الصبية ويفعت فزارت أمها ذات يوم فدخلت فرأيتها وقد
ضفرت شعرها وجعلت في قرونها شيئاً من الطيب ونظمت عليها ودعاً وألبستها
قلادة عقيق وجعلت في عنقها قلادة بلح فقلت من هذه الصبية؟ فقد أعجبني
جمالها وعقلها فبكت ثم قالت هذه ابنتك كنت أخبرتك أني ولدت ولداً ميتا
وجعلتها عند أخوالها حتى بلغت هذا المبلغ فأمسكت حتى إذا كانت أمها في شغل
عنها أخرجتها يوماً
فحفرت لها حفيرة فجعلتها فيها وهي تقول: يا أبت ما
تصنع بي؟ وجعلت أقذف عليها التراب وهي تقول: يا أبت أمغطني أنت بالتراب؟
أتاركني أنت وحدي ومنصرف عني؟ وجعلت أقذف عليها التراب حتى واريته وأنقطع
صوتها فما رحمت أحداً ممن واريته غيرها فدمعت عينا النبي-صلى الله عليه
وسلم-ثم قال ( إن هذه لقسوة وإن من لا يَرحم لا يُرحم ))"
نعوذ بالله العلي العظيم من قسوة القلوب ومن أن نظلم أو نظلم