عدد المساهمات : 517 نقاط : 1489 النشاط : 0 تاريخ التسجيل : 07/06/2011
موضوع: أى الصبرين أحب إلى الله الإثنين يونيو 13, 2011 12:13 pm
أي الصبرين أحب إلى الله ؟ صبر من يصبر على أوامره ، أم صبر من يصبر عن محارمه ؟
...قالت طائفة : الصبر عن المخالفات أفضل .
لأنه أشق وأصعب ، فإن أعمال البر يفعلها البر والفاجر ، ولا يصبر على المخالفات إلا الصديقون .
قالوا : ولأن ترك المحبوب الذي تحبه النفوس دليل على أن من ترك لأجله أحب إليه من نفسه
وهواه بخلاف فعل ما يحبه المحبوب فإنه لا يستلزم ذلك .
قالوا : وليس العجب ممن يصبر على الأوامر ، فإن أكثرها محبوبات للنفوس السليمة لما فيها من العدل والإحسان ،
بل العجب ممن يصبر على المناهي التي أكثـرها محاب للنفوس فيترك المحبوب العاجل في هذه الدار للمحبوب الآجل في دار أخرى .
وقالت طائفة : بل الصبر على فعل المأمور أفضل وأجل من الصبر على ترك المحظور .
لأن فعل المأمور أحب إلى الله من ترك المحظور ، والصبر على أحب الأمرين أفضل وأعلى ، وبيان ذلك من وجوه :
أحدها : الغاية التي خلق لها الخلق ، أن فعل المأمور مقصود لذاته فهو مشروع شرع المقاصد .
الثاني : أن المأمورات متعلقة بمعرفة الله وتوحيده وعبادته وذكره وشكره ومحبته والتوكل عليه .
ثم ذكر بقية الوجوه .
ما معنى قوله :{ولقد أوذيتُ في اللهِ وما يؤذى أحد } ؟
هذا يفهم منه معنيان :
أحدهما : أن ذلك في مرضاته وطاعته وسبيله ، وهذا فيما يفعله الإنسان باختياره .
والثاني : أنه بسببه وبجهته حصل ذلك ، وهـذا فيما يصيبه بغير اختياره ، وغالباً ما يأتي قولهم ( ذلك في الله ) في هذا المعنى .
ما البواعث الدينية التي تعين على الصبر ؟
أما تقوية باعث الدين فإنه يكون بأمور :
أحدها : إجلال الله تبارك وتعالى أن يعصى وهو يرى ويسمع .
الثاني : مشهد محبته سبحانه فيترك معصيته محبة له .
الثالث : مشهد النعمة والإحسان فإن الكريم لا يقابل بالإساءة من أحسن إليه .
الرابع : مشهد الغضب والانتقام ، فإن الرب إذا تمادى العبد في معصيته غضب .
الخامس : مشهد الفوات وهو ما يفوته بالمعصية من خير الدنيا والآخرة .
السادس : مشهد القهر والظفر ، فإن قهر الشهوة والظفر بالشيطان له حلاوة ومسرة وفرحة عند من ذاق ذلك أعظم من الظفر بعدوه من الآدميين وأحلى وقعاً وأتـم فرحة .
جعلنا الله واياكم من الذين يصبرون على أوامر الله ونواهيه
Admin Admin
عدد المساهمات : 388 نقاط : 507 النشاط : 0 تاريخ التسجيل : 05/06/2011
موضوع: رد: أى الصبرين أحب إلى الله الإثنين يونيو 13, 2011 5:15 pm