عبارة هزتنـــــــــــــي
" عبادات أهل الغفلة عادات وعادات أهل اليقظة عبادات "
عبارة هزتني ، و جعلتني أقف أمامَها متأملا ..
جعلتني أبحث عن موقعي، إن كنتُ من أهل اليقظة أو من أهل الغفلة ..
فكانت النتيجة مخزية !
والله المستعان .
فلما انتبهت لما كنتُ عنه غافلا ، كان لزاما عليَّ أن أنقل لكم هذه الفائدة ، وما حالي وحالكم إلا كبائع زمزم على أهل مكة ...
يقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في شرحـه المفرَّغ على الأربعين النووية :
عبادات أهل الغفلة عادات وعادات أهل اليقظة عبادات
( عبادات أهل الغفلة عادات )
يقوم ويغسل ويصلي ويذهب على العادة ،
و ( عادات أهل اليقظة عبادات )
تجده إن أكل يريد امتثال أمر الله يريد إبقاء نفسه يريد ستر عورته يريد التكفف عن الناس يكون عبادة ،
آخر لبس ثوباً جديداً يريد أن يزبعه يريد أن يترفه بثيابه أو يكشخ هذا لا يؤجر ،
آخر لبس ثوباً جديداً يريد أن يعرف الناس قدر نعمة الله عليه وأنه غني هذا يؤجر ، في يوم الجمعة لبس أحسن ثيابه لأنها يوم الجمعة ،
والثاني لبس أحسن ثيابه تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم ،
أيهما العبادة ؟
الثاني ، وعلى هذا فقس . " .
و يقول الإمام ابن الجوزي - رحمه الله - في كتابه النافع الماتع
(( صيد الخاطر ))
فصل: عادات أهل اليقظة عبادة
تأملت
على أكثر الناس عباداتهم، فإذا هي عادات. فأما أرباب اليقظة، فعاداتهم
عبادة حقيقية. فإن الغافل يقول سبحان الله عادة، والمتيقظ لا يزال فكره في
عجائب المخلوقات أو في عظمة الخالق، فيحركه الفكر في ذلك فيقول: سبحان
الله. ولو أن إنسانا تفكر في رمانة، فنظر في تصفيف حبها وحفظه بالأغشية
لئلا يتضاءل، وإقامة الماء على عظم العجم، وجعل الغشاء عليه يحفظه، وتصوير
الفرخ في بطن البيضة والآدمي في حشاء الأم، إلى غير ذلك من المخلوقات،
أزعجه هذا الفكر إلى تعظيم الخالق، فقال: سبحان الله، وكان هذا التسبيح
ثمرة الفكر، فهذا تسبيح المتيقظين. وما تزال أفكارهم تجول فتقع عباداتهم
بالتسبيحات محققة، وكذلك يتفكرون في قبائح ذنوب قد تقدمت فيوجب ذلك الفكر،
وقلق القلب وندم النفس، فيثمر ذلك أن يقول قائلهم: أستغفر الله. فهذا هو
التسبيح والإستغفار. فأما الغافلون فيقولون ذلك عادة، وشتان ما بين
الفريقين.
اللهم اجعلنا من أهل اليقظة .