مستويات الإبداع و علاقة الإبداع بالذكاء و بالتفكير
د. محمد أكرم العدلوني
هناك خمسةمستويات للقدرات الإبداعية توصَّل إليها الباحث (كالفن تايلور) الذي قادَ مؤتمرات جامعة يوتا لدراسة الإبداع، كما يقول الأستاذ المبدع زهير منصور المزيدي في كتابه "مقدمة في منهج الإبداع" و قد صنفها كما يلي:
• الإبداع التعبيري.
• الإبداع الإنتاجي.
• الإبداع الاختراعي.
• الإبداع التجديدي.
• الإبداع الانبثاقي.
1- الإبداع التعبيري:
ويبدو أن ما يميز النابغين في هذا المستوى من الإبداع هو صفة التلقائية و صفة الحرية أو المستوى المستقل، و غالباً ما يكون هذا المستوى أو النوع في مجال الأدب و الفن و الثقافة.
2- الإبداع الإنتاجي:
و هو ناتجلنمو المستوى التعبيري و المهارات. فيؤدي إلى إنتاج أعمالٍ كاملة بأساليب متطورة غير مكررة، و لا ينبغي أن يكون الإنتاج مستوحى من عمل الآخرين، و غالباً ما يكون هذا المستوى أو النوع من الإبداع في مجال تقديم منتجاتٍ كاملة على مختلف أنواعها و أشكالها.
3- الإبداع الاختراعي:
و هذا المستوى من الإبداع يتطلب مرونةً في إدراك علاقات جديدة غير مألوفة بينَ أجزاء منفصلة موجودة من قبل، و محاولة ربط أكثر من مجال للعلم مع بعض أو دمج معلومات قد تبدو غير مرتبطة حتى يمكن الحصول على شيءٍ جديد عن طريق هذا الدمج، و هذه العملية الذهنية تسمى " التركيب Synthesis " كما هو الحال في اختراع آلة أو أساليب تشغيلية جديدة، أو كمحاولة المدير ربط فكره الإداري مع الفكر الرياضي من اجل تقديم نموذج رياضي معيَّن يمكن أن يستخدم لرقابة الإنتاج أو تحسينه في أحد الأقسام.
4- الإبداع التجديدي:
و يتطلب هذا المستوى من الإبداع قدرةً قوية على التصوُّر التجريدي للأشياء مما ييسر للمبدع تحسينها و تعديلها.
و يقوم المبدع عند هذا المستوى بتقديم اختراعٍ جديد يتمثل في منتجٍ جديد أو نظرية جديدة... و يلاحظ أن معظم الاختراعات الجديدة الكبيرة تمثل اختلافاً جذرياً عن الأفكار و النظريات السائدة عند تقديم مثل هذه الاختراعات.
و تسمى هذه العملية " التجديد Innovation "
5- الإبداع الانبثاقي:
هو أرفعُ صورةٍ من صور الإبداع و يتضمن تصور مبدأ جديدٍ تماماً في أكثر المستويات و أعلاها تجريداً، من مثل إيجاد و إبداع آفاقٍ جديدة لم يسبق المبدع إليها أحد.
- ما علاقة الإبداع بالذكاء؟
يرى كيج ويبر لاينر أن الذكاء بمفهومه العام هو القدرة على حل المشاكل و فهم البديهيات و إنتاج الفكر التأملي و القدرة على التعلم.
و يحصر (إدوارد ثورندايك), الأب الأول لعلم النفس التربوي الذكاء في قدرة الفرد على تطوير استجابات صالحة للواقع الذي يعيش فيه, مميزاً بين ثلاثة أنواع من القدرات هي: القدرات التأملية, و الميكانيكية الحركية, والاجتماعية.
و قد يمتلك الفرد حسب رأي ثورندياك القدرات الذكائية الثلاث في آن واحد, و لكنه يتميز بواحدة منها على الأغلب دائماً.
وعندما تناول غيلفورد الذكاء تعدى تفصيله للقدرات الذكائية كل سابقيه بحيث وصلت عنده لمائة و عشرين, مبوبة في خمس عمليات عقلية رئيسة هي : الإدراك, و الذاكرة, و التفكير المتشعب, و التفكير المركز, ثم التفكير التقييمي.
وخلاصة الأمر أن العلماء يشتركون في نظرتهم العامة للذكاء بكونه خاصية إنسانية يجسد "الدماغ" و وليده الوحيد " الإدراك " أي سلوك ذكي أو غير ذكي . و بالتالي فإن أنواع الذكاء مهما اختلفت مسمياتها و مجالاتها ترجع في جذورها السلوكية لأصول إدراكية.
ولا يوجد ربط علمي مؤكد حتى الآن بين الإبداع والذكاء, فقد لا يبدع الذكي شيئا, وقد يأتي صاحب الذكاء العادي بالكثير من الإبداعات.
- علاقة الإبداع بالتفكير:
التفكير رؤية داخلية تتقصى الخبرة من أجل غرض معين, أي أنه مهارة تشغيل الذكاء على الخبرة. و عملية التفكير عبارة عن أحداث لا مادية في الذهن حيث تقوم عملية التفكير بالمعالجة العقلية للبيانات للوصول إلى نتيجة, و لحل المشكلات و التحكم بالانفعالات.
أي معالجة الأشياء و الأحداث عن طريق الكلمات و المفاهيم و الصور العقلية بدلاً من معالجتها عن طريق النشاط الفعلي أو عن طريق النشاط العياني المباشر.
و ينضوي تحت مفهوم التفكير دلالات, و معان متعددة منها الحكم أو الاعتقاد، و كذلك يستخدم مصطلح التفكير للإشارة إلى كل من: النية و القصد, أو التوقع و الاستدلال, أو التذكر و استرجاع الخبرات الماضية, أو اتخاذ القرار, أو حل مشكلة, أو التخيل و الإبداع.
- أقسام التفكير:
يمكن تقسيم التفكير بناءً على ثلاثة معايير و في ضوء كل معيار نجدُ للتفكير تقسيماً مختلفاً.
• يقسم التفكير بناءً على معيار النوع إلى كمي و نوعي.
• و يقسم بناءً على معيار طبيعة التفكير إلى تقاربي، و تباعدي، و تقويمي.
• و يقسم بناءً على معيار المستوى إلى منخفض، و راقي، و عالي.
1- أقسام التفكير بناءً على معيار نوعية التفكير:
• التفكير الكمي: و يعتمد على الطلاقة في عملية التفكير ذاتها و يتمثل في الشخص الذي له قدرة على إعطاء أكبر عدد من الأفكار السليمة في وحدة زمنية معينة لمشكلةٍ ما.
• التفكير النوعي: و يعتمد على المرونة في عملية التفكير أي التحرر من الجمود و البعد عن النمطية فهو يعطي آراءً مفيدة و لكنها لا تخضع لمعيار واحد.
2- أقسام التفكير من حيث الطبيعة:
• التفكير التقاربي: يعتمد على التوصل إلى الإجابة الصحيحة من خلال المعلومات المتاحة.
• التفكير التباعدي: يعتمد على التوصل إلى عدة إجابات من خلال المعلومات بحيث يحتمل أن تكون كلها صحيحة و مقبولة.
• التفكير التقويمي: يعتمد على التوصل إلى ما هو صحيح أو وثيق الصلة بالموضوع مع إصدارٍ للأحكام و وزنٍ للأدلة و تقويمها.
أقسام التفكير من حيث المستوى:
• التفكير المنخفض: و يعتمد هذا النوع من التفكير على المستويات الذهنية المنخفضة من التفكير مثل التذكر،
والحفظ، و الاسترجاع.
• التفكير الراقي: و يعتمد هذا النوع على عمليات ذهنية أكثر رقياً مثل: التحليل، و التركيب، و التفسير،
و فرض الفروض، و التقويم.
• التفكير العالي: و يعتمد هذا النوع على مستوىً عالٍ في التفكير مثل: النقد، و التأمل، و الإبداع.