عاد من جديد الحديث في الايام الاخيرة عن بكتيريا الـ"إي كولاي"، التي ظهرت في بادئ الأمر في العام 2004 في أوروبا وتوجد بشكل كبير في الخضار لا سيما "الخس والخيار"، واللافت في الامر ان المصاب الرئيسي هو الخيار الاسباني.
وقد انهمك العلماء في مختلف أنحاء العالم في البحث عن سر البكتيريا الغامضة التي ظهرت في الخيار الأسباني، وأودت بحياة عشرات المرضى وتفشت كالوباء في عدد من الدول الأوروبية، وبصورة خاصة في ألمانيا التي بلغ عدد الوفيات فيها 17 حالة، إضافة إلى 2000 حالة مشكوك في حملها للعدوى.
وحقق علماء صينيون وألمان إنجازاً كبيراً حين كشفوا بالأمس عن جانب من سر البكتيريا الغامضة التي تحيّر العلماء والأطباء في مختلف أنحاء العالم ، وقالوا إن السر يكمن في أنها مزدوجة التركيب بطريقة لم تُعرف حتى الآن، وهي تتكون من جزعين مختلفين تماماً، ما أدى إلى فشل المحاولات العلاجية التي ارتكزت على جانب واحد من تركيبة البكتيريا المزدوجة واستخدام المضادات الحيوية.
وكشفت هيلدي كروزه، من منظمة الصحة العالمية، أن البكتيريا الجديدة تحمل على السطح تركيبة الفيروس النادر المعروف باسم "O104:H4"، إلا أن تركيبته الداخلية مختلفة حيث يتكون من مزيج نوعين من البكتيريا معاً من تلك المعروفة باسم Escherichia- coli-Bakteriums، وهو ما يفسر شراستها وعدم استجابتها للعلاج مؤكدة أنها نوع غير معروف حتى الآن.
يشار الى ان "خطورة البكتيريا الجديدة أنها تفرز سموماً داخل الأمعاء تؤدي إلى إسهال دموي وفشل كلوي واضطرابات عصبية وبالتالي وفاة المريض، كما أنها لا تتجاوب كثيراً مع المضادات الحيوية (أنتي بيوتيك)، وعلى الرغم من أن تطوير لقاح ضد البكتيريا الجديدة سيستغرق وقتاً، إلا أن اكتشاف سر تركيبتها المزدوجة ستساعد على سرعة تطوير علاج فعال في المستقبل القريب.
من جهة ثانية، أشارت قناة "فرنس 24" الى ان "الوضع محرج هذه المرة بسبب ارتفاع عدد ضحايا البكتريا . ففي العام 1996 لوثت المياه الجارية في اليابان الفجل بالبكتريا وسجلت 9000 إصابة و9 وفيات فقط. كما ضرب الوباء الولايات المتحدة أكثر من مرة خاصة ولاية واشنطن في العام 1993 بسسب اللحمة المفرومة غير المشوية بشكل كامل وعدم احترام عملية التجميد، وولاية انتاريو في العام 2000 بسبب تلوث مياه الشرب بعد فيضانات كبيرة. كما ضرب الوباء فرنسا مرتين في العام 2005 الأولى في جنوب غرب البلاد والمسؤول كان اللحمة المفرومة غير المشوية بشكل كامل والثانية منطقة الكلفادوس والجاني كان جبنة الكامومبار، وقبل ذلك تسبب السبانخ وعصير التفاح بنشر الوباء.
ولكن نسبة الوفيات في الماضي كانت واحد بالمئة فقط من المصابين وهي نسبة ضعيفة، هذه المرة يبدو أن العدوى منتشرة بشكل كثيف. واللافت اليوم، لغاية الآن على الأقل، أن أغلبية الضحايا من البالغين، بينما المعروف أن هذا الوباء يصيب بالدرجة الأولى الفئات دون 15 سنة خاصة الأقل من ثلاث سنوات.
ويُمكن الوقاية من الإصابة ببكتيريا "إي كولاي" عبر اتباع الخطوات الآتية:
ـ غسل اليدين بالماء والصابون جيداً قبل إعداد الطعام وطهيه.
ـ طهي اللحم المفروم حتى زوال اللون الوردي عنه تماماً.
ـ لا تتذوق شيئاً من اللحم أثناء طبخه.
ـ لا تضع اللحم الناضج في أطباق وضع عليها اللحم النيئ سابقاً من دون غسلها جيداً.
ـ إذابة اللحم المتجمد تتم إما في الثلاجة أو أفران المايكروويف، ولا يتم ذلك خارجهما.
المصابون بالإسهال عليهم غسل أيديهم باستمرار، خاصة بعد قضاء الحاجة.
في المطاعم، احرص على تناول اللحوم المطبوخة جيداً وغير المحتوية على أجزاء حمراء غير ناضجة.
تجدر الاشارة، الى ان هذه البكتيريا لم تجتاح العالم العربي بعد، لكن يبقى الاحتياط واجبا. وفي هذا الوقت بدأت المانيا تحظر استيراد الخيار الإسباني كما بدأت روسيا بفرض حظر على استيراد الخضراوات من الاتحاد الأوروبي بدءا من يوم أمس الخميس.
اذن، إن " إي كولاي" السامة هي بكتيريا سامة خطرة، وقد تكون قاتلة للأطفال الذين يقل عمرهم عن 5 سنوات وكبار السن لعدم تمتعهم بمناعة جيدة. لذا يجب التقليل من تناول الأطعمة خارج المنزل، والطبخ جيدا داخل البيت، والحفاظ على النظافة التامة أثناء تحضير الطعام لأن "درهم وقاية خير من الف علاج"!
الأميرة أسمى
عدد المساهمات : 517 نقاط : 1489 النشاط : 0 تاريخ التسجيل : 07/06/2011
موضوع: رد: إحذروا بكتيريا الـ"إي كولاي الأربعاء يونيو 08, 2011 12:17 am