جاع الثعلب يوماً جوعاً شديداً حتى أشرف على الموت، فراح يفتش عن طعام يأكله، أو لقمة يسد بها جوعه.
فوجد في الحديقة ديكاً مزهواً بنفسه يصيح بين الحين والحين من على الحائط المرتفع، ويرفع بعرفه إلى العلاء بكبرياء.
وعرف الثعلب الذكي أن الديك المغرور ضعيف العقل، فصمم أن يحصل عليه ليكون طعامه لهذا الأسبوع، بعد جوع أسبوع.
فتقدم منه بحذر، وراح يعرج مظهراً الضعف والمرض والعجز.
ثم قال له:
صباح الخير أيها الديك الجميل، يا ملك الطيور وسيد الدجاج.
فسر الديك بهذا الكلام وقال للثعلب: أهلاً بك أيها الكسيح، ماذا تريد مني وأية مساعدة تطلب؟
فرد الثعلب بخبث: أنا لا أطلب شيئاً لنفسي، لكنني سمعت أن جماعة من الدجاج تبحث عن ديك شجاع جميل صاحب عرف يليق بالتاج ليكون ملك الدجاج.
فتعالَ معي لأنصبك ملكاً قبل فوات الأوان.
ومشى الثعلب على مهل، والديك أمامه يستعجله ليصل إلى المملكة.
وعلى الطريق، هجم الثعلب من الخلف على الديك المخدوع، فدق عنقه وأكله.
ثم لحس شفتيه وهو يردد: هذا جزاء الغرور فلأبحث عن مغرورٍ آخر.