قال الأرنب : من طلب شيئا وجده ..
وهرب إلى جحره ، لا يطلب شيئا إلا النجاة النجاة ..
أما الغزال ، فقال : أنا لا أعلق الجرس فى عنقى ..
واختفى عن الأنظار خلف أجمة ترتفع حشائشها إلى الأعناق ..
أما الفيل ، ووحيد القرن فقد انطبق على حالهما هذا القول : " أشرى الشر صغاره "
أما النمر – وكان بالقرب – فقد مشى رويد رويدا ، وهو متيقن أن الجائزة من نصيبه ..
والذى حدث يفسر ويوضح كل هذه الأقوال ، وكل هذه الأفعال .. فانتبهوا ..
التقى الفيل ووحيد القرن على كره ، والكره يفتح أبواب الشر ، وأول أبواب الشر المفاخرة ..
رأى النمر أن مقتل الفيل بين فكي الفيل نفسه ، وكذا مقتل وحيد القرن يأتى بين فكى وحيد القرن ، وسوف يكون فك النمر براء من القتل ، ولأمر فى نفسه توقف ..
كان الفيل يصيح فى وجه وحيد القرن : أنا أقوى منك ..
تحسس النمر طريقه ، ونكأ الجرح ، وغمز وحيد القرن قائلا : هل تسكت ؟!
ابتلع وحيد القرن الطعم ، فأرعد : أنا الأقوى ..
رسم النمر على وجهه علامات الدهشة والتعجب ، وهو يقول للفيل : أنت بلا شك أكبر حجما ..
استحسن الفيل هذه الملاحظة ، ولكنه لم يهنأ بها طويلا ، إذ التفت النمر إلى وحيد القرن ، وقال له : أنت بلا خرطوم يا خرتيت ..
حول وحيد القرن قول النمر إلى تعريض ساخر بالفيل حين ضحك ، وهو يقول : هذا صحيح .. ليس لى خرطوم .. ها . ها . ها . ها ..
وقف الفيل كمن كلف إحضار مخ بعوضة !!
صاح النمر : هل تسكت ؟!
قال الفيل ، وهو يعود لامتلاك زمام نفسه : أنا لى سنان من العاج .. أما أنت فوحيد السن ..
وجاء الدور على وحيد القرن ليصمت أمام هذه الحقيقة ..
تحرك الفيل ليغادر المكان منتشيا بالنصر الذى حققه ..
أسرع النمر يقول لوحيد القرن : أنت أسرع من الفيل إذا عدوت ..
تراجع الفيل إذ سمع النمر يقول أيضا : أقارب الفيل يشتغلون فى السيرك .. رفع خرطومه بفخر فى الهواء ، ووقف على قدم واحدة من أقدامه ، ثم اعتدل ، وقال بفخر : هذا شىء لا يعرفه جنس وحيد القرن .
عند هذا زمجر وحيد القرن ، ونفر ، وأخرج الزفير من منخاريه صارخا : أقاربك يا فيل خدم عند أصحاب السيرك ..
ابتعد النمر قليلا ، وأفسح للغريمين عند انتهاء وحيد القرن من تعريضه بسلالة الفيلة ، فهذا انتهاء لشىء ، وابتداء لشىء ، والنمر يعرف ..
التحم الفيل ووحيد القرن ، وعلا الغبار ، وكثر الجرى والطعن ، فالزيت فى العجين لا يضيع .. وهذا قول عرفه النمر وخبره ، لأنه دعا أصدقاءه النمور إلى وليمة طيبة من لحم الفيل ، ولحم وحيد القرن ، ظل النمر لمدة طويلة يقسم أن لحم الأحمقين أطيب لحم استمتع بطعمه واستلذه .
لا تغُرّنّكَ المظاهِـــــــر
خرج فأر صغير لوحده من جحره لأول مرة. وبعد لحظات قليلة عاد مذعوراً وقد نجا من الموت.
سألته أمه عما حدث له
فقال لها: خرجت إلى المزعرة المجاورة فاعترضني مخلوقان عملاقان، الأول هادئ ولطيف له فِراء ناعم وشاربين طويلين وأذنين تشبهان أذني وعينين واسعتين وصوت رقيق.
؟؟؟؟؟؟؟
والثاني شرس مخيف، ذيله من الريش ورأسه أحمر وصوته مريع أدخل الرعب في قلبي فهربت منه إلى الجحر. لقد كنت أتمنى لو بقيت مع المخلوق الهادئ.
؟؟؟؟؟؟؟
ردت الأم: إنني سعيدة بعودتك سالماً! لقد كنت في خطر عظيم. فصديقك اللطيف هو القط المريع آكل الفئران، فقد أكل أباك وجدّك وأخاك.
أما الآخر صاحب الصوت العالي فهو صديقنا الديك، لقد رفع صوتك لينقذك ويعيدك إلي سالماً.