يقدم الدكتور محمد البرادعي, المثال
الرفيع لعشق مصر, خلال مراسم تسلم جائزة نوبل للسلام, عندما يعلن
لمندوبي الاعلام, انه سيتنازل عن نصيبه في القيمة المادية لجائزة نوبل
والبالغ اكثر من3 ملايين جنيه للهيئات العاملة في مجال الخير بوطنه
مصر.
نعم: مثال رفيع يقدمه بتصرفه هذا, رغم انه يتقاضي مرتباته من خارج
مصر. فقد قال في حديث للأهرام الاسبوع الماضي يوم ان تسلم الجائزة,
إنه سيتبرع بنصيبه لصالح الاعمال الخيرية في مصر ولدور الايتام بها,
فرغم انه امضي اكثر من نصف عمره خارج وطنه فانه يعرف جيدا ويشعر بما
يعانيه الفقراء والمحتاجون به.. ان محمد مصطفي البرادعي: انسان شديد
البساطة والتواضع, يؤكد بتصرفه هذا ان مصر تعيش في قلبه ووجدانه, وانه
يشعر بمعاناة الكثيرين من ابنائها.. ولعله بذلك التصرف النبيل يثير
شيئا من الغيرة الحميدة في نفوس الذين اثروا من اعمالهم داخل الوطن,
فيتنازلون عن بعض ما حققوه من مكاسب وفيرة لاعمال الخير ولاسعاد الفقراء
وما اكثرهم. ان البرادعي العاشق لمصر والمستحق لعظيم الاحترام
والتقدير.. يجب ان يكون قدوة تثير, الهمة والحماس لدي الكثيرين ليعطوا
لبلدهم ما يحقق لها الارتقاء بمواطنيها جميعا وتحقيق السعادة لهم.
لقد كان الدكتور محمد مصطفي البرادعي دائما هو الانسان البسيط شديد
التواضع, جم الادب, مع الكبير والصغير.. انه دائما الانسان نفسه
الإنسان بمعدنه النقي الخالص منذ اول لقاء لنا في فيينا, ربما منذ20
سنة عندما عرفني عليه مستشار مصر الثقافي ايامها د. حازم عطية الله,
حتي آخر لقاء لنا يوم اختياره مديرا لوكالة الطاقة الذرية, وشهد اللقاء
د. مصطفي الفقي. سفير مصر في النمسا. لقد ذهبنا اليه في مقر الوكالة
الدولية نهنئه, مجموعة تضم الزميل مصطفي عبدالله مراسل الاهرام والشاعر
الاديب الكاتب عبد الرحمن الابنودي والكاتب الصحفي سليمان جودة وكاتب هذه
السطور. وجلسنا نستمع اليه كان بسيطا هادئا وهو يحكي لنا دون تعريض
بأحد او جهة, حربا شنوها عليه لكي لا يفوز.. ولكن الله كان معه.
ونال المنصب وبعدها بسنين قليلة جائزة نوبل, ليكون رابع المصريين الذين
يفوزون بها. وهنيئا لمصر.. ابنها النبيل الانسان الدكتور محمد مصطفي
البرادعي.