اليك يا غزة..اليك يا وطني الجريح

اليك يا غزة..اليك يا وطني الجريح

اخلع هنا نعليك يا وطني
اخلعْ هنا نعليكَ يا وطني = وادخلْ عليهمْ حُجرةَ الكفنِ
غسِّلهمُ.. كفنهمُ أسِفَاً= خلّصْهُمُ من عُقدةَ الرَّسنِ
وانعاهُمُ- بعد الصلاةِ- أسَىً= حنِّطهُمُ في صفحةِ الزَّمنِ
واذهبْ إلى فِرْعونهمْ غضِباً= طهِّرهُمُ من سُلْطةِ الوثنِ
أنتَ الذي مازلت تحضنُهمْ= خانوا، وأنتَ العهدَ لم تخُنِ
يا يوسفُ المُرْمَى بجبِّهِمُ= باعوا ونالوا أبخسَ الثَّمنِ
كتَّمتَ صوتاً في الحشا عَرِماً= كالبحر يكتمُ صرخةَ السُّفنِ
تأسى، إذا قدَّسْتَ عِترتَهُمْ = ويْ إنها كانتْ.. ولم تكنِ
كانت جبالُ الأرضِ قبضتَها= في الشامِ في بغدادَ واليمنِ
واللؤلؤُ المَرجانُ زينتهَا = في القدس سَلْ بيروت أو عدنِ
صارتْ جبالُ الأرضِ ملجأَها= والجدولُ العريان من وهنِ
شنقيطُ، لبْيا، بل جزائرُها= المغربُ، الخرطومُ.. وا حزني
لا مصرَ.. لا عمَّانَ منزلُها= فاليومَ شاخت عِزَّة المدنِ
يا ليتَ لو بدَّدتُ نطفتَهمْ= شرَّدتُ فيهم رضعةَ اللبنِ
لكنَّكَ القلبُ الرؤومُ بهِمْ = ترعاهُمُ سرَّاً عنِ العلنِ
فاغضبْ وقَطِّبْ حاجِباً هَرِماً= من شدِّةِ الهزَّاتِ والمِحَنِ
لا تبكينَّ العُربَ يا وطناً= وادفنهُمُ في ساحةِ العطنِ
واكتبْ على حيطانِ تربتهِمْ = هنَّـا يُسجَّى باعةُ الوطنِ

قصيدة لثائر سوري